– عصام الأحمدي (صور يونس الميموني) تشكل قناة لتجميع مياه الأمطار، ب"حومة الوردة" الواقعة ضمن النطاق الترابي لمقاطعة بني مكادة، هاجسا بيئيا وصحيا كبيرا لدى فئة واسعة من سكّان المنطقة، في الوقت الذي يعيش عدد من السكان المطلة منازلهم عليها وضعا خاصا مع الروائح الكريهة والحشرات. وتعتبر هذه القناة المائية، التي تقع وسط تجمع سكني يضم مؤسسة تعليمية وسوقا نموذجيا، من بين عدد كبير من قنوات ومجاري الصرف التي تم إحداثها بهدف تصريف مياه الأمطار والحد من آثار الفيضانات على المنطقة، دون ان تتم تغطيته، مما حوله خلال السنوات الأخيرة، إلى مكان لتجمع النفايات، على نحو صار مصدر تلوث في المنطقة. ويرسم سكان الحي صورة قاتمة للوضعية البيئية والصحية بالمنطقة، جراء هذه القناة المائية العارية، التي روائح كريهة، بفعل تجمع النفايات المتعفنة، وتوالد البعوض والحشرات، وهي الأضرار التي امتدت إلى منازل المواطنين، التي تغزوها من وقت لآخر مختلف أنواع الحشرات الضارة والجرذان، التي تتسلل عبر المجاري المائية المرتبطة بدورات المياه في مساكنهم. الفاعل الجمعوي حسن الحداد، ممثل رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين، يوضح أن إحداث هذه القناة المائية، جاء في سياق برامج تنموية، تضمنت استثمارات ضخمة لإنشاء مجاري وقنوات مائية من أجل الوقاية من الفيضانات، لا سيما بعد الكارثة التي ضربت طنجة سنة 2008. وبحسب الحداد، المتتبع للشأن المحلي لمدينة طنجة، فإن هذه الاستثمارات شابتها العديد من الاختلالات، فضلا عن تعثر مجموعة من المشاريع المرتبطة بهذا المجال، مثلما هو الشان بالنسبة لقناة تجميع المياه ب"حومة الوردة" في بني مكادة. وسجل الفاعل الجمعوي، عدم تدخل الجهات الوصية، على رأسها المجلس الجماعي، فيما يتعلق بأشغال الصيانة والتنظيف، مما جعل هذه القناة المائية وغيرها من المجاري المائية، بمثابة مطرح للنفايات ومصدرا لمختلف الروائح الكريهة والأضرار الصحية العديدة على السكان. يذكر أنه في سنة 2009، أنه بتنسيق بين كل من ولاية طنجة والجماعة الحضرية لطنجة وكذا وكالة الحوض المائي اللوكوس، تم إطلاق برنامج لتهيئة الأودية العارية من خلال توسيعتها وتغطيتها، وذلك من أجل إبعاد أثر التلوث المباشر والتخفيف من معاناة السكان، وهو ما تم تنفيذه في في مواقع قليلة من مناطق مدينة طنجة.