بعد تبني مجلس مدينة طنجة، في يوليوز الماضي، لمقرر جماعي يقضي بقبول جماعة طنجة للهبة لمقدمة من عائلة المرحوم أحمد بوكماخ لفائدتها، وقع الطرفان أمس الاثنين، بشكل رسمي على "عقد الهبة"، الذي بموجبه ستحوز الجماعة للإرث الثقافي للمربي أحمد بوكماخ. وجرت مراسيم توقيع عقد الهبة بين كل نازك بوكماخ، من ابنة الراحل وعمدة مدينة طنجة محمد البشير العبدلاوي، حيث ستتمكن الجماعة من حيازة الارث الثقافي المادي للراحل أحمد بوكماخ. وتتجلى الهبة المقدمة من طرف عائلة المرحوم أحمد بوكماخ، في كتب ومؤلفات ودفاتر ومذكرات، سواء التي ألفها بنفسه أو التي كان يطالعها، وتُعد بالمئات، بالاضافة إلى لوحات تشكيلية وعدد من الاشياء والمقتنيات الأخرى التي كانت تؤثث مكتبة الراحل أحمد بوكماخ. وجاء تفعيل هذه المبادرة من عائلة المرحوم أحمد بوكماخ، كرغبة من هذه الأخيرة، في إغناء الحقل الفكري والثقافي لمدينة طنجة، واعترافا بالخدمات التي أسداها المرحوم المبدع السيد أحمد بوكماخ في تربية الناشئة ومساهمته في الاشعاع الثقافي على المستويين المحلي والوطني، من خلال إتاحة التراث الفكري الذي خلفه المرحوم للعموم، وجعله في متناول القارئ باعتباره قيمة مضافة للرصيد الثقافي لمدينة طنجة. واعتبر عمدة مدينة طنجة، محمد البشير العبدلاوي ، أن هذه الهيبة من أكبر المكاسب للمدينة وناشئتها من خلال وضع تراث المرحوم في متناول الأجيال القادمة، معبرا أيضا على إمتنان جماعة طنجة لعائلة المرحوم التي وضعت ثقتها فيها. هذا وقد تم وضع هذه الهبة المادية الهامة في المركز الثقافي أحمد بوكماخ وسط مدينة طنجة، حيث تم تأثيث جناح خاص، سيكون بمثابة تجسيد لمكتبة أحمد بوكماخ ومتحف في الان ذاته يمكن للزوار الاضطلاع عليه ومحتوياته. وكان أحمد بوكماخ الذي ولد عام 1928 وتوفي في عام 1993، كاتبا مسرحيا ومربيا مغربيا معروفا وخاصة بفضل الكتب المدرسية التي ألفها ضمن سلسلة "اقرأ" التي طبعت على مدى سنوات طويلة، عدة أجيال من التلاميذ المغاربة و المغاربيين في المدارس العمومية والخاصة. وكان يشتغل قبل وفاته، على مشروع معجم، لم يكتمل.