" لولا الإلهام الرباني للسائق لكان كثير منا في عداد الأموات أو جرحى في غرف الإنعاش"، هكذا تحدث أحد ركاب حافلة لنقل المسافرين على الطريق الوطنية بين طنجةوتطوان، توفي أمس الثلاثاء، سائقها أثناء قيادته للعربة. وبتأثر شديد، يتابع هذا المواطن، وهو يحكي عن تفاصيل هذا الحادث كما عاينه عن قرب "لم يكن يفصلنا عن المحطة الطرقية كثيرا عندما تفاجأنا بسائق الحافلة التي أقلتنا من تطوان، وهو يوقف العربة على جانب الطريق وينزل منها ليجلس بمقربة منها وقد بت عليه حالة من الإعياء". وأمام تأخر السائق في العودة إلى الحافلة من أجل مواصلة طريقه، حسب ما يضيف المتحدث لجريدة طنجة 24، وهي الرواية التي أكدها ركاب آخرون كانوا على متن الحافلة، نزل بعض المواطنين ومعهم مساعدو السائق لتقصي الأمر، غير أنهم فوجئوا به قد فارق الحياة. انتشار خبر الوفاة المفاجئة لهذا السائق، أثار موجة استنفار في أوساط الركاب الذي تسابقوا للنزول من الحافلة قصد معاينة الأمر، فيما سارع آخرون للاتصال بمصالح الوقاية المدنية، التي اضطرت لإيفاد سيارة لنقل الموتى إلى مشرحة الأموات، رغم أن أولى الاتصالات جاءتها تفيد بان السائق يحتاج لإسعافات تتطلب لنقله إلى المستشفى. "لو كان السائق أصر على استئناف الطريق حتى المحطة لكنا جميعا في عداد الموتى"، يقول أحد الركاب قبل أن يتابع "لكن من حسن الألطاف الإلهية فقد ألهم الله تعالى إياه ليتوقف ليحقن دماء عشرات الركاب الذين كانت تغص بهم الحافلة". يعتبر هؤلاء الركاب، إذن أنهم ولدوا من جديد، بعد نجاتهم من موت محقق. فلا أحد كان يخطر بباله أن تنتهي الرحلة على هذا النحو، كيف لا والسائق المتوفي لم يكن يبدو عليه منذ أقل من ساعة ما يشير إلى تدهور حالته الصحية، وهو الذي كان قد تناول وجبة غذائه، وهو في حالة صحية جيدة، كما يؤكد موظف بمحطة طنجة شاركه وجبة غذائه الاخيرة قبل ساعات من رحيله.