انتشر الخبر بسرعة كبيرة بين ساكنتي طنجة وتطوان ، بعدما توقفت حركة السير بين المدينتين بعد عصر يوم ثاني عيد الفطر ، ولم تعد تسمع سوى صفارات سيارات الإسعاف وهي في طريقها ذهابا وإيابا إلى مستشفى محمد الخامس بطنجة ، في الوقت الذي ارتفعت فيه حرارة الهواتف النقالة بحثا عن حصيلة الحادثة ، التي حولت أجواء فرحة العيد إلى لحظات توتر وقلق عاشها أهالي ركاب الحافلتين المصطدمتين. ” كلشي مات ” ، هذا ما تداوله في البداية بعض شهود عيان من السائقين ، الذين صادفوا وهم في طريقهم إلى مدينة تطوان ، عشية أول أمس الخميس ، مشهد حافلة وقد تحولت إلى ” خردة ” وأخرى فقدت بالكامل ” ملامح ” مقدمتها ، وعدد كبير من الأشخاص ملقون على الأرض والدماء تغطي وجوههم ، وكأن الأمر يتعلق بانفجار قنبلة ، فكل من شاهد حالة الحافلتين كان يستبعد أن يبقى من كانوا على متنها على قيد الحياة. عناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية هرعوا إلى موقع الحادثة بمنطقة مشلاوة بتراب عمالة إقليمالفحص أنجرة ، على بعد حوالي 11 كلم من طنجة ، بحضور عامل الإقليم والكاتب العام لولاية طنجة ، حيث تم العثور على ثلاث جثث ( رجلان وفتاة في 16 من عمرها ) بعين المكان ، تم استخراجهم من داخل إحدى الحافلتين وتم نقلهم مباشرة إلى مستودع الأموات ، قبل أن تلحق بهم جثة سيدة أخرى فارقت الحياة قبل وصولها لقسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس ، الذي استقبل 71 مصابا ، من بينهم حوالي 20 شخصا إصاباتهم متفاوتة الخطورة ، اثنان منهم تم وضعهما تحت العناية المركزة ، وقد ارتفعن حصيلة القتلة إلى خمسة ضحايا بعدما فارق الحياة شخص آخر صباح أمس الجمعة. الفريق الطبي بقسم المستعجلات قام بمجهود كبير من أجل تقديم الإسعافات للمصابين الذين تعرضوا لكسور عديدة وردود مختلفة على مستوى كافة أنحاء أجسامهم ، حيث طرح من جديد إشكالية ضيق مساحة هذه المصلحة ذات الامتداد الجهوي وضعف الامكانيات البشرية والطبية المخصصة لها. المعطيات الأولية للبحث الذي تباشره مصالح الدرك الملكي بطنجة ، تشير إلى تسبب التساقطات المطرية التي شهتدتها المنطقة ، في انزلاق الحافلة التي انطلقت من المحطة الطرقية لطنجة عند حوالي الساعة الثالثة من بعد زوال يوم ثاني العيد ، في اتجاه مدينة تطوان ، حيث فقد السائق سيطرته عليها ، الأمر الذي أدى إلى خروج الحافلة عن مسارها على الطريق السريع الرابط بين المدينتين ، واصطدامها بحافلة أخرى كانت قادمة من تطوان قبل انقلابها وسط الطريق. الحافلتان معا تمتلكهما نفس الشركة ( النقل الوطني ) ، التي يوجد مقرها بمدينة تطوان ، وكانتا تنقلان حوالي 100 راكب ( 50 راكب في كل حافلة ) ، وقد يكون سائقيهما قد نجيا من الموت ، فيما كان مساعد سائق الحافلة التي كانت متجهة إلى تطوان من بين ضحايا هذا الحادث، الذي تواصل السلطات التحقيق في ملابساته ، كما لازال يتلقى العلاج حوالي 30 شخصا من المصابين بمستشفى محمد الخامس بعضهم حالتهم الصحية غير مستقرة. محمد كويمن