أثار تصميم مشروع سياحي كبير أنجزته شركة "Fenwick Iribarren" العالمية للتصاميم المعمارية والديكور، الشكوك حول الحرائق التي شبت في مساحات واسعة بطنجة مؤخرا، نظرا لكون أن هذا التصميم يتعلق بمنطقة كاب سبارطيل التي شبت النيران في مساحات واسعة منها. وقد نشرت الشركة المذكورة التي يوجد مقرها الرئيسي في اسبانيا على موقعها الرسمي "Fenwickiribarren.com" تفاصيل مشروع كاب سبارطيل الذي صممت مخططه الشامل (Cap Spartel Master Plan)، مدرجة اسم الشركة صاحبة هذا المشروع السياحي وهي "دبي العالمية للعقارات" (Dubai International Properties). ووفق ذات المصدر، فإن هذا المشروع سيتم بنائه في منطقة كاب سبارطيل على مساحة تُقدر ب 2 مليون متر مربع، أي 200 هكتارا، وهو ما يثير شكوكا قوية حول امكانية افتعال الحرائق التي شبت في تلك المنطقة، خاصة أن المساحة التي احترقت وفق ما تم اعلان عنه رسميا أمس الاثنين هو 219 هكتارا. وفي تفاصيل المشروع الذي كشفت عنه الشركة المصممة، فإنه سيكون منتجعا سياحيا يحتوي على العديد من الاقامات، بالاضافة إلى ملعب غولف ومارينا، وسيكون مقسما على منطقتين واحدة ستكون على منحدر يطل على البحر، فيما الثانية ستكون على مساحة منبسطة على مسافة بعيدة من الشاطئ. ووفق ذات التفاصيل المنشورة على موقع الشركة الاسبانية، فإن المنطقة السكنية التي ستكون على المنحدر المرتفع ستضم المرينا التي ستكون مركزها الرئيسي، فيما المنطقة السكنية التي ستضم مجموعة من الفيلات، ستكون محيطة بملعب للغولف. وقد أثار هذا التصميم شكوكا كبيرة في أوساط نشطاء المجتمع المدني بطنجة، خاصة المدافعين على البيئة والمناطق الخضراء، نظرا لكونه يتعلق بنفس المنطقة التي عرفت الحرائق، وهو ما دفع ببعضهم إلى توجيه اصابيع الاتهام إلى وحوش العقار. ويسير على هذا النهج عدد كبير من الفاعلين الجمعويين في طنجة، حيث يتهمون وجود فاعل بشري في اشتعال النيران في غابة مديونة والغابات الاخرى في منطقة كاب سبارطيل، ويطالبون بفتح تحقيق نزيه في هذه القضية. هذا وقد طالب عدد من النشطاء المدافعين على حماية المناطق الخضراء في طنجة حملة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يطالبون فيها باعادة تشجير الغابات المحترقة والوقوف في وجه أي محاولة لتحويلها إلى مناطق اسمنتية.