تمكنت مصالح الوقاية المدنية من السيطرة على حريق هائل، كان شب ظهر أول أمس الأحد، في غابة كاب سبارطيل والسلوقية، بمنطقة الجبل الكبير غرب مدينة طنجة. القوات المسلحة الملكية والوقاية المدنية شاركت في إخماد الحريق (العاقل) وأتى الحريق على هكتارين من المساحة الغابوية، واستغرقت عملية إخماده زهاء ثلاث ساعات. وقال القائد الجهوي للوقاية المدنية، عز الدين الخلوي، في تصريح ل"المغربية"، إن أسباب الحريق ما زالت مجهولة، وأن عناصر الوقاية المدنية والقوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية، وأعوان المندوبية السامية للمياه والغابات، والإنعاش الوطني، والدرك الملكي، والسلطات المحلية، وجدوا صعوبة في السيطرة على ألسنة النيران بسبب التضاريس الوعرة، بعدما اتسعت رقعة الحريق إلى هكتارين. وأضاف الخلوي أنه، أمام هذا الوضع جرت الاستعانة بأربع طائرات تابعة للدرك الملكي من أجل السيطرة بشكل كلي على الحريق، الذي يعتبر الثاني من نوعه في اليوم نفسه، ما مكن من احتواء النيران قبل انتشارها في باقي أنحاء المجال الغابوي، المكون بالأساس من أشجار الصنوبر. وسادت أجواء المنطقة حالة من الاستنفار، إذ عمدت السلطات المحلية والأمنية إلى إغلاق عدد من الطرق المؤدية إلى المناطق التي شملها الحريق، خاصة أنها تزامنت مع عطلة نهاية الأسبوع، التي تعتبر موعدا يختاره العديد من المواطنين لارتياد غابات منطقة الجبل الكبير وشاطئ أشقار. وجند حوالي 600 إطفائي وعنصر من القوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة وأعوان المياه والغابات لإخماد النيران. وقالت مصادر "المغربية" إن عمال الإنعاش الوطني شاركوا في محاربة النيران، التي لم تتأت السيطرة عليها إلا في مساء اليوم نفسه، بسبب صعوبة ولوج الغابة ووعرة المسالك، وارتفاع درجات الحرارة وقوة الرياح، ما تطلب، حسب المصادر نفسها، تدخل فرق أرضية مدعمة بأربع طائرات مختصة في إخماد حرائق الغابات التابعة للقوات الجوية الملكية. وأفادت المصادر أن فرق التدخل الأرضية لقيت مساعدة من طرف طائرتين من نوع "توربو طراش" تابعتين للدرك الملكي، ما مكن من احتواء ألسنة النيران قبل انتشارها في باقي الغطاء الغابوي. وقالت مصادر من الوقاية المدنية إن الحريق أتى على هكتارات مهمة من الأشجار والغطاء النباتي، وألحق أضرارا جسيمة بالثروة الطبيعية والبيئة والسياحة والاقتصاد، مشيرة إلى أن السلطات الأمنية أعلنت عن فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحريق، وما إذا كان الأمر يتعلق بجريمة في حق البيئة، مؤكدة أنه، في حالة تورط فاعل أو فاعلين في قضية إضرام النيران سيحال الملف على القضاء. وباشرت السلطات المختصة تحقيقاتها للوقوف على ملابسات الحريق، الذي بقيت أسبابه مجهولة بالنسبة إلى المسؤولين. وأرجعت مصادر أخرى أسباب الحريق إلى مافيا العقار بالمدينة، التي لها مطامع في المنطقة من أجل بناء عمارات وفيلات، خاصة أن غابة السلوقية توجد في منحدر وتطل على البحر. وكانت "تنسيقية حماية البيئة والمناطق الخضراء بطنجة" نظمت، في مارس الماضي، حملة للتصدي لمخطط يهدف إلى فتح جزء من محمية غابة السلوقية أمام التعمير والبناء، في إطار تعديل تصميم التهيئة الحالي الذي ينص على أنها منطقة خضراء. وتعتبر الجمعية أن ذلك مضر بالمنظومة البيئية الوحيدة المتبقية لسكان طنجة. وتطل غابة "رأس سبارطيل" على مضيق جبل طارق، وتمتد على مئات الهكتارات داخل المدار الحضري لطنجة، وتعتبر متنفسا طبيعيا يرتاده سكان المدينة نهاية الأسبوع وخلال العطل، كما يزوره أجانب ومحليون.