اهتز حي "سيدي ادريس" التابع لتراب مقاطعة بني مكادة، قبل مغرب يوم أمس الأحد، على وقع حالة انتحار جديدة، بطلها شاب من سكان الحي، أقدم على وضع حد لحياته بطريقة مأساوية. وتشير المعطيات المتحصل عليها من محيط الهالك، أن هذا الأخير، تم العثور على جثته داخل إحدى غرف المنزل الذي يقطنه رفقة أسرته، حيث يبدو أنه عمد إلى شنق نفسه من خلال ربط حبل سميك حول رقبته. وتؤكد إفادات عدد من معارف الضحية، عدم إبداء الهالك لبوادر مسبقة في نيته وضع حد لحياته، ما يجعل الدوافع الكامنة وراء هذا العمل الانتحاري غير معروفة. وفتحت عناصر الشرطة المختصة، تحقيقا في الحادثة، بينما تم نقل الجثمان إلى مستودع الأموات بمستشفى الدوق "دو طوفار"، من طرف الوقاية المدنية. ويدق خبراء اجتماعيون، ناقوس الخطر، من تنامي حوادث الانتحار بهذه الوتيرة المفزعة، التي تعتبر ظواهر غير مألوفة في المجتمع المغربي بصفة عامة وفي مدينة طنجة على وجه الخصوص، مما يستوجب تشخيصا وحلولا لهذه الظاهرة. ويفسر خبراء علم الاجتماع، استفحال حالات الانتحار خلال السنوات الأخيرة، بوجود مجموعة من الاختلالات النفسية والاجتماعية، وتزايد إكراهات الحياة اليومية المادية والاجتماعية، واليأس والإحباط وضعف الكابح الداخلي دينيا أو غيره. ويأتي تنامي حالات الانتحار الناتجة عن العلل النفسية، في الوقت الذي يسجل فيه نقص كبير على مستوى الطاقة الاستيعابية لمستشفيات الطب النفسي، "مثل مستشفى الرازي ببني مكادة، الذي لا يلبي شروط التطبيب وحاجات المرضى في ظل الاكتظاظ وقلة الموارد البشرية" يقول المتحدث. ويدعو مراقبون، السلطات المعنية، تحمّل مسؤولياتها وتوفير أطباء نفسيين في جميع المستشفيات، والتنسيق بين كل المتدخّلين، من سلطات وأهالي المرضى وفعاليات المجتمع المدني.