بكثيرٍ من التذمّر يتحدّث سكّان إقليمشفشاون، عن الأوضاع الصحية في مناطقهم التي تعيش خصاصا كبيرا في العرض الصحي، في وقت تبقى تدخلات الجهات المسؤولة لتحسين هذا المرفق الحيوي محدودة جدا. جريدة "طنجة 24" الإلكترونية، تحدثت إلى عدد من المواطنين، الذين أدلوا بشهادات تُعبّر بجَلاء عنْ أنّ المستشفى والذي يوجَدُ في قلب مركز هذا الإقليم الجبلي، الذي يزيد عدد سكانه عن 500 ألف نسمة، بحاجة إلى من "يُعالجه" أوّلًا، ليَكُون مُؤهّلًا لعلاج المرضى الذين يفِدون عليه. ويقُول أحَدُ أبناء مدينة شفشاون باقتضاب، وفي جُمْلة معبّرة، حينَ سألْناه عن المشاكل التي يتخبّط فيها المستشفى "الحالةُ التي يوجَدُ عليها المستشفى لا تحتاجُ إلى أيّ تعليق"، موضحا أنّ افتقار المستشفى لإمكانيّاتٍ لعلاج المرضى يجعل أهل المدينة مضطرّين غالبا إلى التنقّل إلى تطوان. ويتذكّر أحدُ الفاعلين الجمعويين كيْفَ أنّ زوْجته كادتْ تفقد حياتها يومَ جاءها المخاضُ فحملها إلى مستشفى محمد الخامس، غيْرَ أنّ الطبيب المشرف على قسم الولادة لم يكنْ حاضرا، فحملها إلى خارج المدينة. وفي سؤال كتابي إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، يسجل النائب البرلماني، أن "المستشفى الإقليمي محمد الخامس بشفشاون، يعيش ولمدة ليست بالقصيرة، على إيقاع نزيف الأطر الطبية، بسبب مغادرة عدد كبير من الأطباء إلى مدن أخر، مما جعله يعاني من نقص حاد في الأطباء من شتى التخصّصات الأساسية، ودفع بوضعيته إلى التدهور أكثر في الآونة الأخيرة.". وأضاف بوعزة، أنه على إثر الحركة الوطنية الأخيرة للتعيينات والانتقالات الخاصة بالأطباء الاختصاصيين، طال إقليمشفشاون الحرمان من الظفر بالحصول على أطباء في تخصص التخدير والإنعاش، مما أوقع الساكنة في حرج استدامة معاناتها مع التنقل إلى مدن أخرى للعلاج، نتيجة غياب نظام المناوبة والحراسة خارج الأوقات الرسمية، الذي يستحيل في ظل تواجد طبيب متخصص واحد فقط داخل المستشفى الإقليمي. وبحسب النائب البرلماني، فإن هذا الوضع يعتبر نوعا من التجاهل للحاجة الملحة في أطباء متخصصين في الإنعاش والتخدير، ونوعا من اللامبالاة تجاه رغبة الساكنة في تفعيل نظام المداومة والحراسة بهذا التخصص الحيوي في المستشفى الإقليمي محمد الخامس بشفشاون. مضيفا أن الأمر مرتبط أشد الارتباط بتسريع جدولة العمليات الجراحية، وتقليص مدة انتظار المرضى، وكذا استمرار السير العادي في الحدود الدنيا للعمل بقسم الإنعاش. واعتبر، أن هذا الوضع يعاكس تطلعات ساكنة شفشاون إلى تمكين المستشفى الإقليمي محمد الخامس من ضمان الأمن الصحي على مستوى الإقليم، مع إعطاء هذا المستشفى المكانة اللائقة التي يشغلها كملاذ للمرضى بالإقليم، عبر عصرنته، وتعزيز عرضه العلاجي، وتوسيع حجم قدرته السريرية، وإدماج التكنولوجيا المتطورة في بنيته اللوجيستيكية، بما يمكنه من الاستجابة للاحتياجات الحالية والمستقبلية للإقليم وفق المعايير الدولية؛ يعيش المستشفى الإقليمي محمد الخامس بشفشاون.