"علاش جينا واحتجينا.. الصحة اللي بغينا"، "هذا عار هذا عار.. المواطن في خطر"، "هذا الإقليم وحنا ناسو.. قل للطبيب يجمع راسو"، شعارات من بين أخرى رفعها شباب "الجوهرة الزرقاء" خلال وقفة احتجاجية أمام بوابة مشفى محمد الخامس الإقليمي تنديدا بواقع الوضع الصحي المتردي والاختلالات التي يعرفها القطاع بالإقليم الجبلي. الوقفة الاحتجاجية، التي دعمتها إطارات حقوقية وفعاليات سياسية، كانت مناسبة لدق ناقوس الخطر بخصوص الوضع الصحي والخصاص الذي يعرفه المشفى الإقليمي محمد الخامس في ظل غياب وسائل الإنعاش وتفشي الزبونية والمحسوبية، وفق ما صدحت به أصوات الغاضبين. عبد المجيد أحارز، فاعل جمعوي، قال إن "الوقفة الاحتجاجية تأتي في سياق التصدي لسياسة الإقصاء والزبونية التي يعرفها القطاع الصحي في ظل افتقار المشفى الإقليمي للتجهيزات والموارد البشرية الكافية لتوفير خدمات صحية تليق بساكنة المدينة والجماعات الترابية التابعة لها". وأشار الفاعل الجمعوي بإقليم شفشاون، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى شكايات سابقة طالبت برحيل المندوب الإقليمي للصحة بسبب ما أسماه "الفشل" الذي يسم تدبير القطاع الحيوي، مستحضرا مطلبا آنيا يتمثل في "فتح مصلحة الإنعاش والعناية المركزة في وجه المرضى، مع توفير الأطر الطبية والتمريضية المختصة، وكذا التسريع في بناء مستشفى محلي بمركز باب برد وتزويده بالمعدات الضرورية للعلاج"، وطالب ب"ضمان حق المواطنين في الولوج إلى المرفق العمومي دون تمييز أو إقصاء"، بتعبيره. من جانبه، قال محمد الحسني، مندوب وزارة الصحة بالشاون، إن "المركز الاستشفائي الإقليمي مجهز بمعدات وتجهيزات طبية، ويتوفر على تخصصات لا توجد بباقي المراكز الاستشفائية الإقليمية بربوع المملكة"، وأورد أن به "جهاز سكانير، و3 أطباء متخصصين في الأشعة، و4 أطباء في جراحة العظام، و4 أطباء أخصائيين في الولادة، ضمنهم أطباء صينيون، وتخصصات أخرى"، مضيفا أن المشفى "يقدم خدمات طبيبة لأقاليم شفشاون ووزان وجماعة ترابية تابعة لإقليم تطوان"، مبرزا أن "كل التجهيزات متبوعة بصفقات الصيانة للتعاطي مع الأعطاب، إلى جانب زيارات دورية للوقوف على سلامة الأجهزة". وأقر المسؤول الإقليمي، في تصريح لهسبريس، بتوقف جزئي، كما سماه، طال مصلحة الإنعاش، مرجعا ذلك إلى توفر مشفى "الجوهرة الزرقاء" على طبيب وحيد في التخدير والإنعاش، مشيرا إلى التحاق طبيبين في التخصص المذكور في القادم من الأيام، قادمين من إقليمي العيون وزاكورة في إطار الحركة الانتقالية. وأشار الدكتور الحسني إلى مجهودات المندوبية الإقليمية للنهوض بالخدمات الصحية بشفشاون من خلال تشييد بنايتين في إطار "مشروع المغرب الصحة 3"، بتمويل أوروبي؛ إحداهما خاصة بالترويض الطبي وأخرى خاصة بالفحوصات الطبية الخارجية، مبرزا أن مصلحة الاستقبال والقبول سيتم تجهيزهما بصفقة بلغت 12 مليون درهم. وأكد الحسني على استفادة المركز الاستشفائي محمد الخامس من تجهيزات أخرى تحمّل تكاليفها مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة بقيمية مالية بلغت 3,7 مليون درهم، مؤكدا أن باب المستشفى والمندوبية الإقليمية مفتوحان أمام الجميع على قدم المساواة، وقال: "بإمكان المتضررين تقديم شكايات شفوية أو مكتوبة إلى المسؤولين للتعاطي معها، أو عبر البوابة الإلكترونية: شكايتي"، مشيرا إلى استفادة الإقليم من شراكة لتعزيز الموارد البشرية من خلال تدعيم الأطر التمريضية ب20 ممرضا، تم توزيعهم على المصالح والمراكز الصحية بهدف تجويد الخدمات.