سجل المستشفى الإقليمي محمد الخامس بمدينة شفشاون حالة وفاة جديدة أثناء الولادة، حيث لفظت حبلى أنفاسها الأخيرة في ظروف غامضة، مخلفة صدمة في صفوف ذويها وأقربائها وسط تكتم من قبل مصالح الوزارة الوصية. وعن تفاصيل الواقعة، قال نور الدين عثمان، كاتب فرع إقليموزان للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، إن "الهالكة التي تبلغ حوالي 19 سنة، المنحدرة من دوار عسارة بجماعة زومي التابعة للنفوذ الترابي لإقليموزان، فارقت الحياة، فجر السبت، في ظروف غامضة بينما كانت تستعد لوضع مولودها". وأضاف الفاعل الحقوقي ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الهالكة المسماة قيد حياتها سكينة، حديثة العهد بالزواج، توجهت في اليوم الموعود إلى المركز الصحي الجماعي مع وحدة التوليد بجماعة زومي، لتتم إحالتها على مشفى الزهراوي بمدينة وزان الذي بدوره قام بتوجيهها إلى مستشفى محمد الخامس ب"الجوهرة الزرقاء" على متن سيارة إسعاف برفقة مولدة أمنت عملية النقل. وحمل كاتب فرع العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان مسؤولية وفاة الشابة إلى وزارة الصحة على المستوى المركزي، لعدم توفيرها للأطقم الطبية المختصة ولوجستيك الدعم والمواكبة، لاسيما في ظل الخصاص الكبير الذي تعرفه المستشفيات الإقليمية. من جانبه، قال الدكتور المومني عز الدين، مدير المركز الاستشفائي محمد الخامس بشفشاون، إن "السيدة ولجت مصلحة الولادة ليل السبت، قادمة من مشفى وزان في حالة حرجة وغيبوبة تامة"، مشيرا إلى أن تدهور الحالة عجل بحضور طبيب الولادة وطبيب التخدير والإنعاش، وتمت مباشرة العلاجات المختصة ووضعها تحت تنفس اصطناعي بقاعة الولادة قبل إدخالها قاعة الإنعاش. وأبرز المسؤول الإداري ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الأمر يتعلق بسيدة غالبا لم تتابع حملها، حوضها ضيق، وهو ما يعني أن الولادة الطبيعية ستكون عسيرة، بل مستحيلة"، مستحضرا في هذا الباب أن حالتها كانت تستدعي الخضوع لعملية قيصرية مستعجلة، متسائلا في الوقت نفسه عن الأسباب التي حالت دون إجرائها بمشفى دار الضمانة. وأكد مدير مشفى شفشاون أن "السيدة الحامل لم تتجاوب مع العلاجات المقدمة لها، وفارقت الحياة بقاعة الإنعاش فجر السبت، بالرغم من محاولات إسعافها والمجهودات التي قام بها الطاقم الطبي وشبه الطبي للمستشفى في محاولة لإنقاذ حياتها وحياة جنينها"، وفق تعبيره.