عاش إقليموزان ليلة دامية راح ضحيتها شابان في مقتبل العمر وأصيب 4 أشخاص آخرين، بينهم تلميذتان، بجروح متفاوتة الخطورة في حادثة سير مروعة شهدتها قنطرة الواد الكبير بدوار تكسرات، الواقع تحت النفوذ الترابي لجماعة سيدي رضوان. وبحسب مصادر هسبريس، فإن الحادث نجم ليلة أمس عن فقدان سائق المركبة السيطرة على المقود بفعل السرعة المفرطة وسوء المسلك الطرقي، ليصطدم بتلميذتين كانتا قد نزلتا للتو من حافلة النقل المدرسي، ليسقط الجميع على حافة القنطرة. وشهد المشفى الإقليمي أبو القاسم الزهراوي حالة استنفار غير مسبوقة عجلت بحضور الأطقم الطبية والتمريضية ومختصي التخدير والإنعاش للتعاطي مع الحالات التي وصفت بالخطيرة. كما حل عامل الإقليم والمدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي وتكوين الأطر قصد الاطمئنان على حالة الجرحى وتقديم الدعم والمؤازرة لعائلات المصابين، فيما احتشد العشرات أمام مستعجلات المشفى. وعملت سيارات الإسعاف على نقل المصابين تباعا إلى مستعجلات أبي القاسم الزهراوي؛ حيث لفظ شاب، وهو أستاذ متعاقد، أنفاسه الأخيرة فور وصوله إلى المشفى، فيما جرى نقل 3 أشخاص (تلميذتان وجندي) إلى مشفى مدينة شفشاون تحت تخدير كلي وتنفس اصطناعي للوقوف على خطورة الإصابات التي توزعت ما بين الرأس والصدر وكدمات بليغة بالكبد والطحال والكلي، وفق ما أفاد به مصدر مطلع. وأضاف المصدر ذاته، في تصريح لهسبريس، أنه جرى الاحتفاظ بشخص رابع تحت العناية الطبية بوزان، وتوجيه جريح خامس إلى المشفى العسكري بمدينة مكناس في ظل محدودية المهام وغياب التجهيزات والاختصاصيين بمشفى الزهراوي بدار الضمانة. شفشاون "الوجهة خاطئة" رغم التنسيق المسبق الذي جرى بين إدارة مشفى وزان ومصلحة المستعجلات وطب الكوارث SAMU)) قصد التكفل بالجرحى، إلا أن وصول المصابين إلى مشفى الجوهرة الزرقاء "أضحى بدون قيمة مضافة"، يؤكد أحد مرافقي الجرحى الذي فضل عدم الكشف عن هويته، وأضاف: "بعد تشخيص إصابة التلميذتين بجهاز السكانير، تم الوقوف على نزيف دماغي وإصابات متفرقة تستدعي إخضاعهما لتدخلات طبية مختصة ودقيقة، لتستمر محنة البحث عن العلاج في مشفى سانية الرمل بمدينة تطوان في ظل افتقار مشفى محمد الخامس بشفشاون لطبيب مختص في جراحة الدماغ". وأورد مصدر هسبريس أن قرار التوجيه إلى مشفى سانية الرمل بتطوان، انطلاقا من مشفى شفشاون، "جاء بعد 6 ساعات من الفحوصات الطبية والكشوفات المختصة"، مستحضرا في الوقت نفسه مفارقة العسكري الشاب للحياة نتيجة نزيف داخلي حاد على مستوى الصدر لم يمهله طويلا رغم الإسعافات الطبية التي قدمت له. غياب سرير إنعاش لم يكن وصول التلميذين المصابتين إلى مشفى تطوان مفروشا بالورود مع ضيق الطرقات ووُعورة فِجاجِها. الساعة تشير إلى الثالثة صباحا، لا جواب على لسان أطر مشفى سانية الرمل ب"الحمامة البيضاء" سوى أنه "لا وجود لسرير شاغر بقاعة الإنعاش، ويتعين على سيارات الإسعاف تغيير الاتجاه إلى مشفى بن سينا الجامعي بالرباط، في انتظار رحمة تنزل من السماء"، يقول المتحدث بنبرة اختلطت فيها دموع الحكرة بحرقة الفراق. بعد أخذ وجذب، يضيف المصدر ذاته، قررت طبيبة التخدير التكفل بالحالة الحرجة، فيما تم رفض إدخال المصابة الثانية لغياب سرير بالعناية المركزة، ويتعين عليها إكمال الرحلة إلى عاصمة المملكة، قبل أن تتدخل مروحية وزارة الصحة، في الساعات الأولى من صباح اليوم، لنقلها، بين الحياة والموت، إلى مشفى الأطفال بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط. في سياق متصل، أفاد مصدر خاص هسبريس بأن حصيلة الحادثة المؤلمة من المنتظر أن ترتفع إلى 3 ضحايا في ظل معاناة التلميذة التي ترقد بمشفى سانية الرمل من موت دماغي، ما "يعني أن إعلان وفاتها مسألة وقت ليس إلا"، يؤكد المصدر.