علم من مصدر طبي، أن حالة من الاحتقان تسود المستشفى الإقليمي محمد الخامس بشفشاون، جراء الخصاص المهول في الأطر الطبية حيث بات المستشفى لا يتوفر على أي طبيب إنعاش منذ شهور، وهو ما يدفع المستشفى إلى تحويل الحالات التي تتطلب عمليات جراحية إلى مستشفيات تطوان والمضيق وطنجة. الخصاص في الموارد البشرية الذي يعرفه قطاع الصحة بمدينة شفشاون، دفع المندوبية الإقليمية للصحة إلى منح ممرضي التخدير والإنعاش بمستشفى محمد الخامس، صلاحية التدخل في الحالات المستعجلة، وذلك في ظل عدم توفر الإقليم على أي طبيب متخصص في التخدير والإنعاش. مصدر طبي أفاد، أن المستشفى المذكور كان يتوفر على طبيبن للتخدير والإنعاش، أحدهما طبيبة تعاني من مرض جعلها تغادر عملها منذ شهور، فيما غادر الطبيب الثاني بدوره المستشفى قبل أسابيع، لافتا إلى أنه يصعب عمليا على الممرضين التنسيق مع أطباء آخرين غير أطباء التخدير والإنعاش في العمليات المستعجلة. وحسب مذكرة أصدرتها المديرية الإقليمية للصحة بشفشاون، فإن ممرضي التخدير والإنعاش العاملين بالمستشفى المذكور، أصبح بإمكانهم التدخل لتقديم المساعدة في الحالات المستعجلة، دون إشراف أطباء التخدير والإنعاش بسبب عدم وجودهم. وأضاف المصدر، أن قرار مندوبية الصحة بشفشاون لم يشير إلى ضرورة توفير الحماية القانونية لممرضي الإنعاش والتخدير في حالة وقوع مشاكل أثناء التدخلات الاستعجالية، داعيا وزارة الصحة إلى تحمل مسؤوليتها وتوفير أطباء كافيين بإقليم شفشاون. وأشار المصدر ذاته، إلى أن الخصاص الحاد في الأطر الطبية بإقليم شفشاون، "ما هو إلى نتيجة للسياسة المتبعة لوزارة الصحة منذ سنوات، بحيث لا تفكر مصالح الوزارة في تعويض الأطباء المغادرين"، لافتا إلى أن الوزارة لا تتوفر على استراتيجية في هذا المجال، وفق تعبيره. وحددت المذكرة مجال تدخل ممرضي التخدير والإنعاش في حالات المرضى والنساء الحوامل الذين يتطلبون تدخلا جراحيا مستعجلا دون إمكانية نقلهم إلى أقرب مستشفى، والحالات الاستعجالية التي لا يمكنها انتظار توفر طبيب مختص في التخدير والإنعاش. ودعت المديرية الإقليمية للصحة كل المتدخلين في تلك الحالات من جراحين وأطباء المستعجلات وممرضي التخدير والإنعاش، إلى التنسيق المسبق قبل كل تدخل، على أساس حصر ذلك في الحالات المستعجلة وتدوين ذلك في الملف الطبي، بالإضالة إلى سجل خاص. وبررت مديرية الصحة اتخاذها هذا الإجراء بالنظر إلى الخصاص الحاد الذي يعرفه المركز الاستشفائي الإقليمي محمد الخامس بشفشاون خصوصا خارج أوقات العمل العادي، وبالنظر إلى الحالات الوافدة على المستشفى وبالخصوص التي تتطلب تدخلا جراحيا مستعجلا.