تنامت بشكل ملفت في الآونة الأخيرة بشوارع مدينة طنجة، ظاهرة سرقة أغطية البالوعات من طرف أشخاص مجهولين لا تهمهم إلا مصلحتهم الشخصية، إلا أن الشيء الملفت للانتباه هو أنه رغم مرور هذه المدة فانه لم يتم تعويض هذه الأغطية او تغيير البالوعات مما يعرض سلامة المواطنين إلى خطر السقوط في هذه البالوعات. وقد ذكرت رابطة الدفاع عن حقوق المستهليكين بجهة طنجةتطوان، أن فتاة صغيرة تعرضت مؤخرا ، أنه انزلقت قدم طفل عمره سنتان داخل فواهة عارية لسدادة الشبكة العمومية للماء الشروب بعد تعرض غطائها الحديدي للسرقة دون أن يلتفت أحد إلى خطر ذلك الثقب، علما أنه مكشوف للعيان كما يوجد فوق الرصيف الذي يشهد كثافة حركة الراجلين. ولم يتم تخليص قدم الطفل إلا بصعوبة ، وقد لجأ المتحلقون حوله من المارة إلى قطع الحذاء بالمقص من أجل انتزاع قدم الطفل الذي كان محمولا بين يدي أمه وهو يصيح بأعلى صوته بسبب ما أصابه من هلع حينما تعذر عليه إخراج قدمه، كما انتابت أمه حالة من الخوف الشديد، فظلت تستغيث وتبكي خوفا على فقدانه لرجله ، ولما نجح المجتمعون في فك قدم الطفل من الأسر استراحت الأم وحمدت الله ، وعبرت عن فرحتها وأسفها على هذا الحادث الناتج عن إهمال السؤولين الخطر المحدق بالمواطنين.
ووسط استنكار الحضور من المواطنين الذين وقفوا ليستطلعوا الخبر ، تعالت صيحات الاحتجاج والاستنكار ضد ذلك الإهمال الذي يهدد سلامة المواطنين ، وقد بدأت الإشارة إلى البالوعات العارية من الأغطية الحديدية التي تعرضت للسرقة على صعيد كل المناطق والأحياء بالمدينة، في الوقت الذي عجزت الجهات المسؤولة وعلى رأسها شركة آمانديس عن التغلب على المشكل رغم خطورته، وخصوصا في الأماكن غير المرئية بسبب قلة الإنارة العمومية ، وكذلك في موسم الأمطار حينما تعم الفيضانات والسيول الشوارع، فتظل تلك البالوعات مغطاة غير معلمة ليتقي الناس شرها . بل ظل الحاضرون يتساءلون عن دور السلطات والأجهزة الأمية التي لا تتقصى البحث عن الجهات التي تتولى شراء المسروقات من مواد الحديد والنحاس ، التي أصبحت تباع بشكل علني في العديد من المناطق الخاصة ببيع الخردة في المدينة.
وأشارت الرابطة أن موضوع البالوعات العارية أثير أكثر من مرة في دورات المجلس الجماعي ، وقدمت أمثلة عن الأضرار التي تلحق بالمواطنين جراء هذا الإهمال الذي لا تخطئه العين ، ويمكن الجزم بأن هذه الظاهرة قد اتسعت بشكل مخيف حتى أصبحت تغطي أزيد من 50% من العدد الإجمالي للبالوعات داخل تراب المدينة . فإلى متى سيستمر التحصن بالصمت والهروب إلى الأمام في التعاطي مع هذه الظاهرة الخطيرة ؟