رغم الحوادث المتكررة التي تسبب فيها غياب ممرات الراجلين عن شوارع طنجة، إلا أن تحرك مسؤولي المدينة ظل محدودا إزاء مشكلة تشوير الطرق، وهو الأمر الذي تسبب مجددا في وفاة شخص على مستوى شارع "مولاي إسماعيل"، في ساعة متأخرة من أمس الأربعاء، خلال محاولته عبور جانبي هذا المقطع الطرقي الواقع بالقرب من شارع "الجيش الملكي". وقال شهود عاينوا الحادث، إن الضحية كان يهم بعبور الشارع، الذي يفتقد نقاط مرور آمنة، قبل أن تباغته سيارة مسرعة وتصدمه، الأمر الذي أرداه قتيلا على الفور، مؤكدين في ذات السياق أن السائق لم يعر الحادث أي إهتمام حيث إستمر في السير بسرعته الجنونية، تاركا الضحية مضرجا في دمائه. وأضاف المصدر ذاته، أن السرعة التي كان يسير بها السائق وعدم توقفه لرؤية الضحية، كلها أمور صعبت معرفة نوع السيارة ورقم لوحتها، وكذا هوية الراكبين فيها، مما دفع الجهات المعنية لفتح تحقيق من أجل الوقوف على ملابسات هذا الحادث وتحديد المتورطين فيه. وقد أثار الحادث استنكار عدد من المواطنين، الذين نددوا باستمرار إهمال المسؤولين لتشوير المحاور الطرقية، للمساهمة في الحد من حوادث السير داخل المجال الحضري التي يعتبر غياب ممرات للراجلين، احد الأسباب الرئيسية وراء وقوعها. وفي نفس السياق، خاض عدد من ساكني المدينة، نهاية الأسبوع المنصرم، وقفة احتجاجية على أن غياب علامات تشوير وممرات خاصة للراجلين، بأكثر من نقطة، الأمر الذي يزيد حسب تعبيرهم من احتمال وقوع حوادث سير قاتلة، مشيرين إلى أنهم سبق أن وجهوا نداءات عديدة إلى الجهات المعنية، لكن الوضع لم يبرح حاله، في الوقت الذي تعرف فيه مختلف شوارع المدينة أشغال تهيئة وتأهيل. ويشكل غياب ممرات للراجلين، نقطة سلبية مشتركة بين العديد من المحاور الطرقية المهمة في مدينة طنجة، التي استثمرت فيها ملايين الدراهم لتوفير بنية طرقية عصرية بهدف التخفيف من حدة الاختناق المروري، غير أن الجهات المسؤولة لم تكلف نفسها عناء تشوير هذه الشوارع قبل افتتاحها مجددا بعد انتهاء أشغال الإصلاح والتوسعة.