تنتشر المخيمات الصيفية بشواطئ جهة طنجةتطوانالحسيمة، حيث تخصص بلديات المناطق الساحلية مساحة من شواطئها لفائدة راغبي الاصطياف باستعمال الخيمة الصيفية "القيطون"، وهي المساحة التي تتحول في ظرف وجيز إلى ما يشبه "قرية" تظهر مع بداية فصل الصيف وتنتهي بانتهائه. ولعل من يريد أن يعرف كيف تكبر القرى والمدن، فإن ملاحظة المخيم الصيفي يبقى أفضل نموذج لذلك، حيث يتقاطر المصطافون يوما بعد يوم مع بداية فصل الصيف لنصب خيامهم، فيكبر المخيم رويدا رويدا، وتكبر معه ضجة الحياة. المخيم الصيفي يعد تجربة شيقة لمحبي الاصطياف، فهو بحد ذاته عالم صغير له خصوصيات وميزات تجعل المصطافين ينسون الروتين اليومي الذي يغلف أيامهم طيلة السنة، وغالبا ما ينتهي بنسج علاقات وصداقات يكون لها تأثير إيجابي على حياة الناس. في المخيم الصيفي لقرية "أمتار" الساحلية التابع لإقليم شفشاون يقول أحد المصطافين في دردشة مع طنجة 24 " المخيم عالم جميل يختلف تماما عن العيش داخل البيوت الاسمنتية، إذ يفرض عليك العيش بنمط بدائي نوعا ما، وهذا يعطي للعطة نكهة مميزة". ويضيف المتحدث ذاته، وهو أحد المصطافين القادمين من مدينة فاس ويدعى خالد" الرائع في المخيم الصيفي على الشاطئ، هو أنك تنام تحت ضوء القمر وأحاديث وأغاني جيرانك، وتستيقظ على صوت الامواج وزرقة المياه، وهذا أمر لا يحدث كثيرا ويستحق تجربته". متحدث أخر مع طنجة 24، وهو جار خالد يقول " المخيم تجربة مفيدة جدا، حيث تتعلم كيف تطهو وجباتك الغذائية، وتقوم بغسل ملابسك بيديك، وتقضي يومك كله في الشاطئ أو بجواره، كما أنك يمكن أن تقوم بصيد السمك والكثير من الانشطة الاخرى التي لا يمكن أن تتاح لك في مكان اخر عدا المخيم". محمد العمراني أحد المصطافين الذين دأبوا على التخييم بقرية "أمتار" منذ سنوات طويلة، قال ضاحكا في دردشة مع طنجة 24 وهو جالس على كرسي أمام خيمته وبيده كتاب" المخيم قد يكون أفضل تجسيد لتلك المدينة الفاضلة التي وصفها افلاطون، فالجميع هنا يعيش بسلام ويتعاون الجميع فيما بينهم بكل إخاء وتسامح". وأضاف العمراني القادم من مدينة طنجة " المخيم يعد أيضا مكانا مهما لنسج علاقات وصداقات تمتد طويلا. شخصيا تربطني العديد من العلاقات الجيدة مع أناس من مختلف مناطق المغرب كانت بداية تلك العلاقات من هذا المخيم". أقوال المتحدثين لطنجة 24 تبدو جالية لكل متجول بالمخيم الصيفي لقرية أمتار، فالمخيم ضج بالحياة. هناك من يطبخ، وهناك من يقرأ كتابا، واطفال يلعبون أمام أبويهما، بينما شباب يصطادون السمك أمام الشاطئ، والجميع تبدو على محياه علامات الرضا والغبطة. هذه المشاهد من التسامح والرضا السرور، أحاسيس مستمدة من الحياة البسيطة في المخيم الصيفي، ولعلها أبرز الدلائل على روعة قضاء العطلة الصيفية بالمخيم، حيث تذوب الاختلافات وتتوحد الرغبات طيلة مدة تواجد هذه "القرية الفاضلة".