سواحل شمال المغرب، وعلى رأسها جهة طنجةتطوانالحسيمة، تبقى من الوجهات الاكثر استقطابا للمصطافين خلال فصل الصيف بالمغرب، ويكثر الطلب بشكل كبير على اكتراء الشقق من طرف الوافدين، حتى أنه أحيانا يفوق الطلب العرض الموجود. هذا الاقبال الكثيف على اكتراء الشقق دفع بأصحابها إلى رفع أثمنة الكراء إلى أسعار توصف ب"الخيالية" في بعض المناطق، خاصة في المدن الساحلية الشهيرة كمارتيل والمضيق والفنيدق وواد لو وبعض المناطق الساحلية التابعة لاقليمشفشاون. أصحاب الدخل المحدود لم يجدوا أمام هذه الاسعار المرتفعة للشقق سوى الاعتماد على "القيطون" أوالخيمة لقضاء عطلة الصيف بسواحل الشمال بأقل تكلفة مادية مع الاستمتاع بكافة مزايا الاصطياف. لحسن الحظ أن العديد من المناطق الساحلية في شمال المغرب، وخاصة في جهة طنجةتطوانالحسيمة، لازالت السلطات المحلية بها ترخص لإقامة "القيطون" بالشواطئ على شكل مخيمات في الهواء الطلق. وتبقى سواحل اقليمشفشاون هي أكثر المناطق التي تعرف وفود المصطافين المستعملين ل"القيطون" انطلاقا من "قاع سراس" مرورا ب"أمتار" وصولا إلى "الجبهة"، حيث لازالت السلطات ترخص لإحداث مخيمات صيفية بشواطئ هذه المناطق. وتعد هذه المخيمات الصيفية أحد الحلول المناسبة لأصحاب الدخل المحدود لقضاء عطلة الصيف، دون خسارة أموال مهمة على اكتراء الشقق، رغم أن هناك تخوفات من التوقف للترخيص لها في العديد من الشواطئ مستقبلا. كما أن الذين يستعملون "القيطون" للاصطياف، نسبة كبيرة منهم، يفضلونه حتى لو توفرت لهم سبل اكتراء شقة بالمناطق الساحلية، إذ يعتبرون أن العطل الصيفية بالمناطق الساحلية لا تحلو إلا بهذا التقليد الذي يختلف عن الروتين اليومي طيلة السنة. وعلى العموم فإن "القيطون" يبقى بشكل عام أحد الحلول المناسبة لجميع الفئات لقضاء عطلة الصيف في المناطق الساحلية بتكلفة مادية غير مرتفعة، بالاضافة إلى الاستمتاع بالصيف أمام الشاطئ بنمط عيش مختلف تماما عما كان عليه في باقي الفصول.