لا تكتمل متعة الاصطياف على شواطئ شمال المغرب، خاصة في سواحل جهة طنجةتطوانالحسيمة، دون تناول فاكهة التين بمختلف أصنافها، خاصة أن فصل الصيف هو فصل هذه الفاكهة، بإلاضافة إلى كونها منتوج محلي للعديد من المناطق في هذه الجهة. اقليمشفشاون التابع لجهة طنجة، هو من بين أكثر الاقاليم انتاجا لفاكهة التين، فشجرة التين عند أهل هذا الاقليم في مختلف جماعاته ودواويره، تعد من الممتلكات الواجب على الفرد امتلاكها، بعدما أثبتت لهم الجغرافيا والزمن أهمية هذه الشجرة في حمايتهم من الجوع وتقوية مناعتهم. جماعة "أمتار" إحدى الجماعات الساحلية التابعة لإقليم شفشاون، وهي من المناطق التي تعرف اقبالا مهما من طرف المصطافين على شاطئها خلال فصل الصيف، كما أن يوم الخميس هو يوم سوقها الاسبوعي حيث يفد عليها التجار والباعة من القرى والدواوير المجاورة. الاقبال على فاكهة "التين" بكل أصنافها ك"الكرموس" و"الغدان" يوم السوق يكون كبيرا من طرف المصطافين المقيمين في خيامهم على بعد أمتار قليلة من السوق، فهذه الفاكهة التي تنبت في غابات الدواوير المجاورة لأمتار لا تعادل حلاوتها حلاوة أخرى. محمد الفاسي أحد المصطافين بشاطئ أمتار قال في دردشة مع جريدة طنجة 24 " يعجبني الاصطياف كثيرا في أمتار، وأفضل شيء هنا هو الشاطئ وتناول التين، إذ لا تحلو لي العطلة بدون هذين الشيئين". ويضيف في هذا السياق" أشتري التين يوم السوق، وإذا لم أجد ما يكفيني منه أتوجه إلى اشجار التين المتواجدة بكثرة بالتلال القريبة من أمتار وأقطف ما أشاء منها، فالناس هنا كرماء ولا يمنعون أحدا من الحصول على حبات التين اللذيذة". مصطفى جدرون أحد الباعة الذين يقدمون من أحد الدواوير المجاروة لأمتار لبيع فاكهة التين داخل سلة، قال لطنجة 24 " الاقبال على فاكهة التين يكون يوم السوق أكثر من أي يوم اخر، والاقبال يكون من طرف المصطافين الذين يقضون عطلتهم على الشاطئ". ثم أضاف مصطفى يشير إلى ميزة الفاكهة" التين فاكهة عظيمة جدا، وعظمتها تتجلى أنها مذكورة في القرآن الكريم، الذي يعرف حقها لا يمكنه أن يستغني عنها في موسم نضوجها، كما هو الحال هذه الايام". تنتقل فاكهة التين بين يدي مصطفى نحو يدي محمد، الاول يعتبرها فاكهة للحصول على مورد مالي والثاني يستهلكها حتى تكتمل متعة اصطيافه، وبين الاثنين تبقى هذه الفاكهة جالبة للمتعة بحلاوتها وفوائدها التي لا تحصى.