عادت أيادي العابثين لتطال حرمات مقابر المسيحيين بطنجة، بعدما تعرضت مجموعة من المراقد الواقعة في مدفن "بوبانة" إلى عملية نبش وإتلاف لمحتوياتها من طرف مجهولين. وتشير المعطيات المتوفرة لدى جريدة طنجة 24 الإلكترونية، أن أيادي العابثين قد أضرت هذه المرة بنحو 15 مرقدا، كما لم تسلم جثث الموتى من عبث الجناة المفترضين، الذين عمدوا إلى استخراج رفات بعض الجثامين المدفونة في هذه المقبرة، مما أدى إلى تناثر بقايا عظام في محيط هذه المراقد. ولا تتوفر أي معطيات بشأن ملابسات هذا العمل الإجرامي، بسبب التزام السلطات المحلية المختصة أي الصمت حول هذا الحادث. وفي مارس الماضي، نجحت الأجهزة الأمنية بطنجة، في فك لغز مسلسل عمليات نبش تعرضت لها مراقد بنفس المدفن الذي يوجد تحت ثراه أجانب من مختلف الجنسيات في العالم، إضافة إلى قبور يهود مغاربة.، حيث تمكنت توقيف المشتبه فيه في هذه العمليات الإجرامية، التي خلفت استياء عارما في أوساط الرأي العام في المدينة ونظيره في إسبانيا. وكان المتهم يستهدف مقابر المسيحيين بالنبش والتكسير، كما لم تسلم جثث الموتى من عبثه ، حيث كان يعمد إلى استخراج رفات بعض الجثامين المدفونة في هذه المقبرة، مما كان يؤدي إلى تناثر بقايا عظام في محيط هذه المراقد. حيث تبين أن يكون ذلك الفعل الإجرامي الخطير، بدافع السرقة، بالنظر إلى اختفاء كميات كبيرة من أحجار المرمر والرخام الغالية الثمن. وتعرضت المقبرة، في ظرف سنة واحدة، إلى عمليتي اعتداء على نحو مشابه، آخرها كانت يوم 10 مارس 2015، سبق للمقبرة الأجنبية، أن تعرضت خلال أبريل من سنة 2015، إلى عملية تخريب مماثلة، استهدفت نحو 700 قبرا من مراقد المسيحيين واليهود المدفونين بها. وفي مطلع سنة 2013، تعرضت المقبرة أيضا لجريمة نبش أخرى، كشفت التحقيقات الأمنية على إثرها تورط حارس المقبرة، الذي تم العثور داخل مسكنه على عدد من قطع المرمر والرخام المسروقة. وطرح تكرار مثل هذه الحوادث، الكثير من التساؤلات حول دور الجهات المختصة في حماية المقابر وضمان عدم انتهاك حرمتها، في مدينة احتضنت على مر تاريخها مختلف الأجناس والديانات، التي تعايشت في هذه المدينة وسط أجواء من التسامح واحترام الآخر، سواء الأحياء منهم والأموات.