بعد شهور طويلة من آخر جريمة انتهاك حرمة المقبرة المسيحية في منطقة "بوبانة"، تمكنت مصالح أمن طنجة، من التوصل إلى هوية المشتبه فيه في هذه العمليات الإجرامية، التي خلفت استياء عارما في أوساط الرأي العام في المدينة ونظيره في إسبانيا. وتفيد المعطيات المتوفرة، أن مصالح الدائرة الأمنية الثالثة، التي تقع منطقة "بوبانة" في نطاق نفوذها، قد أوقفت المعني بالأمر، وهو شاب في الثلاثينات من العمر، وله سوابق عدلية عديدة، وذلك بعد أن تم الاشتباه في صلته بسلسلة اعتداءات تعرضت لها المقبرة المسيحية، كان آخرها في مارس الماضي. وحسب نفس المصدر، فإن عملية توقيف المتهم، تمت على إثر عمليات ترصد وتتبع لخطواته، مما أفضى إلى التحصل على معلومات تفيد باحتمال تورطه في الجرائم المذكورة، وهو ما لم ينفه أثناء استنطاقه من طرف المحققين. وكان المتهم يستهدف مقابر المسيحيين بالنبش والتكسير، كما لم تسلم جثث الموتى من عبثه ، حيث كان يعمد إلى استخراج رفات بعض الجثامين المدفونة في هذه المقبرة، مما كان يؤدي إلى تناثر بقايا عظام في محيط هذه المراقد. حيث تبين أن يكون ذلك الفعل الإجرامي الخطير، بدافع السرقة، بالنظر إلى اختفاء كميات كبيرة من أحجار المرمر والرخام الغالية الثمن. وتعرضت المقبرة، في ظرف سنة واحدة، إلى عمليتي اعتداء على نحو مشابه، آخرها كانت يوم 10 مارس 2015، سبق للمقبرة الأجنبية، أن تعرضت خلال أبريل من السنة الماضية إلى عملية تخريب مماثلة، استهدفت نحو 700 قبرا من مراقد المسيحيين واليهود المدفونين بها. وفي مطلع سنة 2013، تعرضت المقبرة أيضا لجريمة نبش أخرى، كشفت التحقيقات الأمنية على إثرها تورط حارس المقبرة، الذي تم العثور داخل مسكنه على عدد من قطع المرمر والرخام المسروقة. وطرح تكرار مثل هذه الحوادث، الكثير من التساؤلات حول دور الجهات المختصة في حماية المقابر وضمان عدم انتهاك حرمتها، في مدينة احتضنت على مر تاريخها مختلف الأجناس والديانات، التي تعايشت في هذه المدينة وسط أجواء من التسامح واحترام الآخر، سواء الأحياء منهم والأموات.