قامت قوات الامن الاسبانية صباح اليوم الثلاثاء بتفكيك مخيمين احتجاجيين بوسط مدريد أقامه العشرات من الشباب الإسبان معظمهم من الحركة الاحتجاجية "الديمقراطية الحقيقية الآن". وعلم لدى مصادر أمنية أن الشرطة الاسبانية قامت صباح اليوم بإجلاء مجموعة من "الغاضبين" الذين كانوا يعتصمون في ممر إيل برادو وساحة بويرتا ديل سول بوسط العاصمة مدريد في إطار "الحركة الاحتجاجية 15 ماي" المطالبة بإصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية وإدانة الفساد السياسي والاقتصادي. وقد شارك في عملية تفكيك هذين المخيمين التي تمت في حوالي الساعة السادسة من صباح اليوم أزيد من 300 من أفراد الشرطة الاسبانية قبل أن يتدخل عمال النظافة لجمع المخلفات. وكان العشرات من الشباب الإسبان ينتمون إلى الحركة الاحتجاجية "الديمقراطية الحقيقية الآن" والتي أطلقت عليها وسائل الاعلام الاسبانية إسم "حركة 15 ماي" قد نصبوا خياما بساحة "بويرتا ديل صول" وسط العاصمة الاسبانية للتعبير عن استياء الشباب تجاه الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد. وتندرج هذه المبادرة في إطار مظاهرات شهدتها العديد من المدن الاسبانية وفي مقدمتها مدريد استجابة لنداء تم تداوله على الشبكة الاجتماعية "فايسبوك" للتعبير عن رفض اعتبار المواطنين "بضاعة في أيدي السياسيين والمصرفيين" والمطالبة بمحاسبة المتسببين في وقوع الازمة الاقتصادية التي تتخبط فيها إسبانيا مما أدى إلى ارتفاع مهول في معدلات البطالة (حوالي خمسة ملايين عاطل). كما يطالب هؤلاء "الغاضبون" بإعادة النظر في القانون الانتخابي الذي وصفوه ب "الفاسد" لكونه يساهم في تشكيل المشهد السياسي ويفرض على البلاد نظام القطبين الحزبيين. وكانت المخيمات الاحتجاجية ل"حركة 15 ماي" التي تطالب بتغيير سياسي واجتماعي عاجل في إسبانيا قد اجتاحت منذ أواخر شهر ماي الماضي العديد من الساحات الرئيسية في كبريات المدن الاسبانية.