تعقدت الأمور على كيكي سيتيين بعد ثلاث مباريات فقط كمدرب لبرشلونة، وذلك بسقوط النادي الكاتالوني في ملعب “ميستايا” للمرة الأولى منذ 2007 بعد خسارته أمام مضيفه فالنسيا صفر-2 السبت في المرحلة الحادية والعشرين من الدوري الإسباني. وكانت مواجهة فالنسيا أول اختبار حقيقي لبرشلونة في ثالث مباراة بقيادة مدربه الجديد سيتيين الذي استلم المهمة الإثنين قبل الماضي خلفا لإرنستو فالفيردي المقال من منصبه، وقد خرج منها النادي الكاتالوني وهو يجر خلفه ذيل خيبة الهزيمة الرابعة له هذا الموسم والأولى في ملعب “الخفافيش” منذ 18 فبراير 2007. وعانى برشلونة في مباراتيه الأولين بقيادة سيتيين، فتغلب بشق النفس على غرناطة 1-صفر الأحد الماضي في الدوري، ثم حجز بطاقته بصعوبة إلى ثمن نهائي مسابقة الكأس بعدما حول تخلفه بهدف إلى فوز بثنائية للفرنسي أنطوان غريزمان أمام مضيفه المتواضع إيبيزا من الدرجة الثالثة، قبل أن يزداد الوضع سوءا السبت على المدرب السابق لريال بيتيس، لاسيما أن النادي الكاتالوني سيتنازل الآن عن الصدارة لصالح غريمه ريال مدريد في حال تعادل أو فوز الأخير على مضيفه بلد الوليد الأحد. وكان فالنسيا جرد برشلونة من لقب بطل مسابقة الكأس وحرمه من اللقب الخامس تواليا عندما تغلب عليه 2-1 في المباراة النهائية في 25 ماي الماضي، ثم رد النادي الكاتالوني الاعتبار بفوز كاسح 5-2 في المرحلة الرابعة من الدوري الحالي في 14 سبتمبر الماضي، إلا أنه عجز عن تكرار الفوز السبت في مباراة كان فيها “الخفافيش” الطرف الأفضل واستحقوا فوزهم التاسع الذي تحقق بفضل الأوروغوياني ماكسيميليانو غوميز. ورأى لاعب وسط النادي الكاتالوني سيرجيو بوسكتس أن “على اللاعبين التأقلم مع أفكار الطاقم التدريبي (الجديد). كانت هناك أمور جيدة في المباراة، وأخرى نحتاج الى تحسينها”. أما سيتيين فرأى أن فريقه “كان بصراحة سيئا في الشوط الأول وسمحنا لهم بأن يخرجوا بأربع أو خمس هجمات مرتدة. يجب أن نقيم الكثير من الأمور التي حصلت في الشوط الأول… هناك أشياء يترجمها اللاعبون بشكل خاطىء، أو أننا لا نفسرها (كطاقم تدريبي) بشكل جيد”. وشدد “هناك أمور يجب تصحيحها. لقد تحسن أداؤنا في الشوط الثاني، وكانت هناك فرص واضحة، لكن لسوء الحظ لم نتمكن من ترجمتها وتلقينا الهدف الثاني… هناك الكثير من الأمور التي يجب تصحيحها”. وكانت معاناة ميسي أمام المرمى من الأسباب الأساسية لهذه الهزيمة المستحقة، إذ عادل النجم الأرجنتيني الرقم الذي حققه في ديسمبر 2017 على كامب نو ضد ديبورتيفو لا كورونيا، بتسديده 11 مرة على المرمى دون أن ينجح في التسجيل. ولم يكن أداء النادي الكاتالوني مشجعا منذ صافرة البداية، إذ كاد أن يتخلف منذ الدقيقة 12 بعد أن تسبب جيرار بيكيه بركلة جزاء بعد إسقاطه خوسيه لويس غايا في المنطقة المحرمة، إلا أن الحارس الألماني مارك أندري تير شتيغن أنقذ الموقف وتألق في وجه ماكسيميليانو غوميز. وبدا رجال سيتيين عاجزين عن تهديد مرمى الحارس خاومي دومينيك ذلك وسط أفضلية واضحة لفالنسيا الذي عانده الحظ وتير شتيغن مجددا بعدما ارتدت تسديدة ماكسيميليانو غوميز من القائم الأيمن ثم تدخل الحارس الألماني ببراعة لصد متابعة الفرنسي كيفن غاميرو (29). وانتظر الضيف الكاتالوني حتى الدقيقة 36 لتسجيل حضوره أمام المرمى من ركلة حرة نفذها ميسي لكن دومينيك كان له بالمرصاد، مبقيا التعادل السلبي سيد الموقف حتى نهاية الشوط الأول الذي كان فيه فريقه الأفضل بوضوح. وبعد أن بدأ الشوط الثاني بشكل أفضل من الأول بفرصة لأنسو فاتي بعد تبادله الكرة مع ميسي، وجد برشلونة نفسه متخلفا في الدقيقة 48 عبر ماكسيميليانو غوميز الذي عوض ركلة الجزاء الضائعة بمساعدة جوردي ألبا الذي احتسب الهدف له خطأ في مرمى فريقه، وذلك بعدما تحولت منه تسديدة الأوروغوياني وخدعت تير شتيغن. وتحسن أداء برشلونة بعد هذا الهدف وهدد مرمى دومينيك في أكثر من مناسبة، لاسيما عبر ميسي الذي اختبر حظه أربع مرات من دون أن يتمكن من الوصول الى شباك أصحاب الأرض، فدفع النادي الكاتالوني الثمن حين اهتزت شباكه بهدف ثان في الدقيقة 76 عبر ماكسيميليانو غوميز مجددا بعد أن وصلته الكرة على الجهة اليسرى لمنطقة الجزاء بتمريرة من فيران توريس، فسددها أرضية في الزاوية اليسرى لمرمى تير شتيغن.
واعتقد فالنسيا أنه حقق أكبر فوز على النادي الكاتالوني منذ أن اكتسحه 14 في مارس 1996، حين أضاف هدفا ثالثا رائعا للبرازيلي غابريال باوتسيتا، لكن الحكم الغاه بعد الاحتكام الى الفيديو “في أيه آر” لاعتباره أن خطأ ارتكب على سيرجيو بوسكيتس قبل الهدف (81).