حالة من التوجس والقلق تعيشها ساكنة حي اشبيلية المتفرع عن شارع خوصفاط بطنجة ، وذلك بسبب تصدع بناية مهجورة شيدت في بداية القرن الماضي ، وهي عبارة عن منزل مهجور قد استهلك عمره حتى صار خربا ومهددا بالانهيار في أية لحظة بعد أن تداعت بعض جدرانه وتآكلت نوافذه وتهالكت شرفاته . وأما الغادون والرائحون الذين ألفوا المرور من ذلك الحي فإنهم يشاركون الساكنة المجاورة نفس المخاوف ، إذ أصبحوا عند مرورهم بجوار تلك البناية الآيلة للسقوط يسمون برؤوسهم ويتبينون جدرانها المتصدعة وهم ينقلون أقدامهم في حذر واحتراس خشية أن ينهار جزء منها على رؤوسهم . ولعل مما يضاعف من خوف وذعر الساكنة المجاورة للبناية الخربة بل وحتى المارة هو تلك العبارة التحذيرية التي كتبت بلون أحمر على لوحة بيضاء مثبتة على سياج حديدي يطوق تلك البناية والتي تقول ” انتباه ، خطر ، بناية آيلة للسقوط ” . بيد أن المارين الحريصين كل الحرص على حياتهم فلم يعودوا يأنسون من أنفسهم الجرأة على المرور من حي اشبيلية بطنجة ، غير أنهم إذا اضطرتهم الظروف ولم يجدوا مناصا من المرور به فإنهم يجرفون البناية الخربة بنظرات خاطفة قبل أن يحبسوا أنفاسهم و يمضوا بجوارها عجالا سراعا . هكذا تعيش تلك البناية الخربة ما تبقى من عمرها في إغفال وإهمال في أحضان حي اشبيلية بطنجة . لذلك ما عاد السكوت عن وضعها مجديا مادام خطر انهيارها بات يحدق بالساكنة المجاورة كما بالمارة . ولذلك فإن الأمل يبقى معقودا في أن تتحرك الجهة المعنية وتتدخل على وجه الاستعجال وقبل فوات الأوان لدرء أي خطر محتمل قبل وقوعه وذلك باتخاذ التدابير الوقائية اللازمة عبر تدعيم أو هدم البناية المذكورة قبل أن تنهار يوما و يحدث المكروه .