كشفت دراسة جديدة قامت بها المندوبية السامية للتخطيط، أن التحرش الجنسي، يمثل الشكل الرئيسي لأشكال العنف الذي تتعرض له المرأة في الأماكن العامة. وبحسب البحث الذي نُشرت نتائجه في إطار الحملة الوطنية والدولية للتعبئة من أجل القضاء على العنف ضد النساء، فقد تعرضت 13 بالمئة من النساء للعنف خلال 12 شهرا الماضية (1,7 مليون امرأة) في الأماكن العامة، 16بالمئة في المناطق الحضرية و7بالمئة في المناطق القروية. وترتفع نسبة انتشار هذا العنف بين النساء الشابات المتراوحة أعمارهن ما بين 15 و 24 سنة (22بالمئة) والعازبات (27بالمئة) والنساء ذات المستوى التعليمي العالي (23بالمئة) والعاملات (23بالمئة). وتعزى 49 بالمئة من حالات العنف المرتكبة في هذه الأماكن إلى التحرش الجنسي و 32 بالمئة منها إلى العنف النفسي و 19 بالمئة إلى العنف الجسدي. وعلى إثر أشد حدث عنف جسدي و/أو جنسي تعرضت له المرأة خلال 12 شهرا الماضية، قامت 10,5بالمئة من ضحايا العنف (ما يقرب من 18 بالمئة للعنف الجسدي وأقل من 3 بالمئة للعنف الجنسي) بتقديم شكاية إلى الشرطة أو إلى سلطات مختصة أخرى مقابل 3بالمئة سنة 2009. ولا تتجاوز هذه النسبة 8 بالمئة في حالة العنف الزوجي مقابل 11بالمئة في حالة العنف غير الزوجي. ويعتبر حل النزاع عن طريق التسوية والتدخل الأسري والخوف من الانتقام من طرف الجاني وكذا مشاعر الخجل أو الحرج، خاصة في حالات العنف الجنسي، من بين الأسباب الرئيسية التي تمنع الضحايا من تقديم شكاية إلى الجهات المختصة. ولا تتجاوز نسبة لجوء النساء ضحايا العنف للمجتمع المدني 1,3بالمئة. وترتفع هذه النسبة إلى 2,5بالمئة في صفوف ضحايا العنف الزوجي مقابل 0,3 بالمئة في حالة العنف في فضاءات أخرى. ويقارب هذا البحث، من أجل فهم أشمل لظاهرة العنف، إحدى محدداتها من خلال تصور السكان المغاربة لها حيث يشكل سلوكهم وقيمهم عوامل مضيئة لطابعها الخفي ولترسيخ بعض تجلياتها. وتجدر الإشارة إلى أن هذا البحث قد تم إنجازه على صعيد جميع جهات المملكة خلال الفترة الممتدة بين فبراير ويوليوز 2019 حيث شمل عينة من 12000 فتاة و امرأة و 3000 فتى و رجل تتراوح أعمارهم بين 15 و 74 سنة.