لا حديث اليوم بطنجة الا عن التسعيرة الجديدة التي من المرتقب فرضها على الراغبين في دخول مغارة هرقل، فالرمزية التاريخية التي يمثلها هذا المكان جعلته رمزا للمدينة وسببا في مجيء العديد من السياح خصيصا لرؤية الفضاء الذي نسجت حوله العديد من الأساطير، والشكل الهندسي الفريد الذي نحتته الطبيعة داخل المغارة. نقاشات الطنجاويين طغى عليها نوع من الإستغراب، حيث رفض عدد كبير منهم هذه التسعيرة جملة وتفصيلا نظرا لكون هذا الفضاء يعتبر متنفسا لسكان المدينة ووجهة سياحية مهمة، الا أن جزء آخر اعتبر فرض التسعيرة في هذا الوقت أمر لا معنى له خصوصا وأن زائر المغارة سيصدم بكون الواقع مختلف كثيرا عما رآه في الصور.
حقيقة التسعيرة الجديدة (10 دراهم للمغاربة 60 للأجانب) على الرغم من أن فرض تسعيرة على الراغبين في الدخول لمغارة هو أمر قد يعتبره البعض عاديا في إطار الإستفادة من مداخيل السياحة، الا أن سهام الإنتقاد موجهة بالأساس للمحتوى الذي سيقدم لهذا السائح مقابل أداءه للتذكرة. الأمر لم يتم تطبيقه أو تنزيله بعد على أرض الواقع، إلا أن المندوب الجهوي لوزارة الثقافة كمال بنليمون، أكد في اتصال هاتفي لجريدة “طنجة 24″، أن المغارة لم يتم تسليمها بعد للوزارة الا أنه سيتم فرض التسعيرة الموحدة كما هو الحال بشفشاون ومدن أخرى، حيث سيصبح الدخول بعشر دراهم للمغاربة وستون درهما للأجانب.
مغارة هرقل.. فخ سياحي قد يعتبر البعض أن “لاشيء” وصف مبالغ فيه بالنسبة لمغارة هرقل التي يمتد تاريخها لقرون طويلة، الا أن الأمر حقيقي للأسف، فحسب موقع “تريب أدفايزور” المتخصص في السفر والوجهات السياحية، فإن عددا كبير من زائري المغارة أصيبوا بإحباط وخيبة أمل نظرا لعدم وجود أي علاقة بين الأساطير المنسوجة عن المكان وما وجدوه هناك. “فخ سياحي” هكذا وصف أحد الأجانب مغارة هرقل، مؤكدا أن زيارتها لا تستحق كل هذه الضجة، وأن الأمر يتعلق فقط بأداء أموال من أجل مشاهدة الأمواج وهي تصطدم بصخور أو رؤية قرد وببغاء والتقاط صورة معهم. “لا تستحق الزيارة” “تجنبوها” “قذرة جدا” “بدون فائدة”… كل هذه عناوين لتعليقات سياح من فرنساأسترالياكولومبياالدانمارك ودول أخرى زاروا مغارة هرقل ولم تكن في مستوى تطلعاتهم، الا أن الغريب في الأمر أن التعليقات نشرت على فترات متفرقة من سنة 2015 الى غاية الآن، وهو ما يدل على أن الوضع لم يتغير وأن نظرة زوار ظلت على حالها رغم قيام عدد من الهيئات والفعاليات بالتنبيه بالإهمال الذي يطال هذا المزار.
مغارة البازار.. “خلص عاد دخل” هل سمعت يوما بمحل تجاري يجب أن تؤدي ثمن الدخول اليه سواء اشتريت أم اكتفيت بالمشاهدة فقط، طبعا لا، فليس من المعقول أن تشتري السمك فالبحر، الا أن الأمر حقيقي بمنطقة أشقار، فبالقرب من مدخل مغارة هرقل، توجد مغارة اخرى أصغر حجما يستغلها أحد الأشخاص منذ سنوات طويلة، وحولها لبازار من أجل بيع التذكارات، والتقاط صور بملابس جبلية، مقابل أداء مبلغ مالي يتغير حسب أهوائه ويتراوح بين 40 درهم تارة و 20 تارة اخرى فقط من أجل الدخول. مكان كهذا قد يعتقد البعض أن صاحبه يدفع أموالا طائلة من أجل استغلاله، الا أن الصدمة تكمن في كون هذا الأخير لم يؤدي أي سنتيم لخزينة الدولة منذ اعادة افتتاح المكان سنة 2015، فحسب مصادر مطلعة فإن هذا الأخير امتنع عن أداء مستحقاته في ظل غياب المتابعة من طرف المسؤولين. وبالعودة لتعليقات السياح بموقع “تريب أدفايزور” نجد حيزا كبيرا من الإنتقادات تطال هذا البازار، حيث رفض عدد كبير منهم الفكرة من أساسها – الأداء قبل الدخول – الا أن البعض ممن قبلوا دفع مبلغ التذكرة صدموا مرة أخرى مما وجدوه، فقد أوضح أحدهم أنه لا معنى لوجود ببغاء وقرد وطاووس داخل مغارة، مضيفا أنه قد يتفهم وجود وطواط أو خفاش لأن هذا هو مكانهم الطبيعي والتقاط صورة بجانبهم سيكون له معنى أكبر من أن التقاطها مع ببغاء بمغارة.
الإهمال يطال رمز المدينة حاويات مهترئة ولوحات تشويرية لم يبقى منها سوى الإطار المعدني.. هكذا تستقبل منطقة أشقار بطنجة السياح المغاربة والأجانب الراغبين في اكتشاف روعة مغارة هرقل وزيارة أشهر مكان بعاصمة البوغاز، فزائر المكان سيصدم من الوهلة الأولى بحجم الدمار الذي لحق بالتجهيزات، كما أن السياح الأجانب أصبح من الصعب عليهم معرفة معلومات عن المكان الذي يتواجدون فيه نظرا لغياب اللوحات التشويرية واللوحات المخصصة للمعلومات. السابق 1 من 6 التالي وبهذا الصدد أكد أحد السياح، أن رغبة أولاده في رؤية المكان الذي نسجت حوله العديد من الأساطير، والشكل الهندسي الذي نحتته الطبيعة داخل المغارة، كانا سببا في توجهه فور وصوله لطنجة الى منطقة أشقار، الا أن الإهمال الكبير الذي عاينه جعله يتأسف على ما آلت اليه الامور خصوصا وانه شاهد صورا توثق جمال الفضاء عبر مواقع التواصل. وأضاف المتحدث ذاته، أن عدم صيانة هذا الفضاء بشكل مستمر وتواجده قرب البحر تسببا في تلف المعدات المتواجدة به، الا انه لم يجد اي مبرر لغياب اللوحات التشويرية التي اقتلعت من مكانها ولم يتم تعويضها.
وتعتبر “مغارة هرقل” التي تم اكتشافها عام 1906، من أكبر مغارات إفريقيا، حيث توجد بها سراديب تمتد على مسافة 30 كلم متراً في باطن الأرض، وتستقطب سنويا آلاف السياح ، من المغرب والخارج، الذين يستهويهم الاستغوار.