دقت فعاليات مدنية ناشطة في مجال البيئة والآثار، ناقوس الخطر اتجاه الوضع المزري الذي آلت إليه حالة مغارة هرقل، المتواجدة على بعد مسافة 14 كيلومتر غرب مدينة طنجة، بعد أن صار خطر الانهيار يتهددها، بسبب عوامل التعرية الطبيعية إلى جانب الإهمال "المتعمد" من طرف الجهات المسؤولة، مما ينذر بتلاشي أشهر معلمة سياحية بمدينة البوغاز. وتؤكد رابطة الدفاع عن حقوق المستهلك، أن الوضع بمغارة هرقل التي يعوةد تاريخها إلى ازيد من 5000 سنة، أصبح في منتهى الخطورة، خصوصا بعدما قام مجموعة ممن يوصفون ب "لوبيات العقار" بمدينة طنجة، بالسيطرة على أجزاء مهمة من محيط مغارة هرقل من اجل بناء مشاريع سياحية في مكانها، في خطوة تهدف حسب نفس المصدر إلى إقبار هذه المعلمة السياحية بمدينة طنجة، واستغرب المصدر صمت السلطات المحلية عن ما وصفه ب المؤامرة" في حق هذه المعلمة التي تحكي تاريخا طويلا لهذه المنطقة. من جانب آخر، أفادت مصادر مطلعة من عين المكان، أن التساقطات الاخيرة التي تعرفها مدينة طنجة أسبوعين، قد ضاعفت من "كارثية" الوضع بالمغارة، حيث أخذت التشققات والتصدعات بأمكان متعددة بداخل المغارة في التكاثر والاتساع بفعل هذه العوامل إلى جانب أشغال إقامة عدد من المشاريع السياحية في محيط أشهر معلمة سياحية بمدينة طنجة. ويؤكد عدد من تجار البازرات بمحيط المغارة، أن أصوات انهيارات كتل الأتربة والصخور، باتت تتردد على مسامعهم بين الفينة والاخرى، من داخل مناطق بعيدة بالمغارة، يمنع على الزوار الوصول إليها. وهو ما يعني حسب نفس المصادر " أن مغارة هرقل تعيش أيامها الأخيرة خصوصا أمام غياب أي مخطط استعجالي لتدارك الأمر من طرف الجهات المسؤولة". يشار إلى أن مجلس الجماعة الحضرية لطنجة، في عهد فترة العمدة السابق "دحمان الدرهم"، قد اعلن عن مبادرة لإنقاذ مغارة هرقل، وهي عبارة عن مخطط ترميم للمغارة وصاينتها، وهو المخطط الذي لم يرى النور بعد ذلك لأسباب تظل مجهولة. وتعتبر تعتبر مغارة هرقل، أكبر مغارات إفريقيا، حيث توجد فيها سراديب تمتد إلى مسافة 30 كيلو متراً في باطن الأرض، وتستقطب المغارة السياح وهواة الاستغوار منذ اكتشافها عام 1906، والمغارة التي نحتتها الطبيعة في بطن مرتفع صخري تشرف على المحيط الأطلسي غير بعيد عن بوغاز جبل طارق، حيث تلتقي مياه البحر الأبيض المتوسط بمياه المحيط الأطلسي، وتنتمي إلى مجموعة مغارات منطقة أشقار التي يعود تاريخ استيطانها إلى خمسة آلاف عام قبل الميلاد، ومن خلال شرفة المقهى العلوي يمكن للسائح مشاهدة خليج طنجة ومضيق جبل طارق وسواحل الأندلس بالعين المجردة حين يكون الجو صحوا.