مغارة هرقل الأسطورية تتواجد بشمال المغرب، وبالتحديد بمحاذاة جبل "رأس سبارطيل" بعروس الشمال طنجة، في منطقة أشقار الجميلة حيث تطل على مجمع البحرين الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي قبالة رأس "الطرف الأغر" شمال مدخل مضيق جبل طارق بإسبانيا، وتولي ظهرها لأحد أجمل المحميات الطبيعية للمغرب "غابة السلوقية"، وهي أقصى نقطة في شمال الساحل الأطلسي لإفريقيا. مغارة هرقل عبارة عن كهف عميق تتكسر عليه أمواج البحر عند كل مد، وينفذ إليه الزوار في عتمة ما تلبث حتى تنجلي عن فتحة النور، وهي نافذة تحت الجبل تطل على مياه الأطلسي، وترسم خريطة أشبه ما تكون بخريطة إفريقيا، ويشكل الدخول إلى المغارة عالما من الغموض تغذيه الأسطورة القديمة عن تاريخ المغارة. تقدر مساحة المغارة الأسطورية ب 30 مترا تحت الأرض، حيث تعتبر أكبر مغارات إفريقيا وأحد أهم المعالم الأسطورية في العالم، وتعد أبرز الأساطير المنبثقة من تاريخ الثقافة الإغريقية، ويعود تاريخ استيطانها حسب هذه الأساطير إلى خمسة آلاف عام قبل الميلاد. توجد بالمغارة سراديب نحتتها الطبيعة في تجويف صخري مرتفع جعلها تطل على المحيط الأطلسي غير بعيد عن مضيق جبل طارق، حيث تلتقي مياه البحر الأبيض المتوسط مع مياه المحيط الأطلسي.. المغارة عبارة عن كهف تبعث عتمته الغموض والإحساس بالمغامرة، وبمجرد دخولك إليها ينتابك الشعور أنها بيت مكيف بهواء طبيعي، تنبعث منه أصوات المد والجزر، وإيقاع الرياح، وتلاطم الأمواج بالصخر.. به نافذة كبيرة أو لوحة عجيبة استغرقت من الطبيعة آلاف السنين لنحتها وجعلها مميزة لتبدو بعد آخر اللمسات على شكل خريطة القارة الأفريقية.. تتغير ألوانها ويتغير سحرها بشكل مستمر. يشكل تواجد موقعها الإستراتيجي عند مجمع البحرين عاملا أساسيا في رفع رصيدها السياحي لتكون هدفا دائما للسياح وقبلتهم من شتى بقاع المعمورة، فهي تجمع بين السهل والجبل والغابة والبحر، يزينها شاطئ أشقار الذهبي الذي يزخر بمجموعة من المنشآت السياحية الفاخرة والمجهزة بكل أدوات الترفيه والرياضة، كما تحيط بالمغارة مجموعة من المقاهي والمطاعم الشعبية المطلة على البحر. تقول الأسطورة عن مغارة هرقل: نسج حول المغارة كثير من الروايات التي يعود معظمها إلى الثقافة الإغريقية، لكن تبقى كلها تحت غلاف الأسطورة، منها ما يقول إن أفريقيا كانت متصلة بأوروبا، وتفصل هذه المنطقة المتوسطة بحر الروم «البحر المتوسط» عن بحر الظلمات «المحيط الأطلسي»، ولما كان لأطلس ابن نبتون ثلاث بنات يعشن في بستان يطرح تفاحا ذهبيا ويحرسهن وحش، قاتله هرقل «ابن جوبيتر» وهزمه، لكن هرقل في غضبة من غضبات الصراع ضرب الجبل فانشق لتختلط مياه المتوسط الزرقاء بمياه الأطلسي الخضراء، وتنفصل أوروبا عن أفريقيا، ثم يزوج هرقل ابنه سوفاكيس لإحدى بنات نبتون ليثمر زواجهما بنتا جميلة أسموها طانجيس، ومنها جاء اسم مدينة طنجة. وهناك رواية أخرى تحكي تفاصيل مختلفة، حيث يقال إن هرقل كان سجينا في الكهف فحاول ذات يوم الخروج منه وضرب الحائط فأحدث به ثقبا كبيرا أصبح يشبه إلى حد كبير خريطة أفريقيا، ومن أثر الضربة انفصلت القارتان الأفريقية والأوروبية، كما يشار أيضا إلى أنها كانت مقر «هرقل» الذي اشتهر بمحاربة قراصنة البحر. خطوات الدخول الأولى إلى المغارة تكون محفوفة بأجواء من السحر والغموض والترقب الذي تغذيه أسطورة إغريقية عتيقة عن تاريخ المغارة.