تسير أشغال تهيئة المنتزه الحضري بغابة “الرهراه”، إلى مراحلها الأخيرة، مما سيوفر متنفسا طبيعيا وترفيهيا جديدا لساكنة مدينة طنجة، في وقت يعرف فيه منتزه “بيرديكاريس” إقبالا يوميا كبيرا من طرف المواطنين. ويأتي إحداث هذا المنزه الحضري الجديد، تنزيلا لاتفاقية متعددة الأطراف بين كل من جماعة طنجة جهة طنجةتطوانالحسيمة والمديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بطنجة، وهي الاتفاقية التي تم إقرارها من طرف مجلس المدينة سنة 2018. وتبلغ مساحة الفضاء الذي سيخضع للتهيئة 220 هكتارا، وفق ما ورد في الاتفاقية، ويشمل المشروع عدة أشغال من بينها تهيئة وصيانة مسالك التجوال والمسارات وتهيئة الفضاءات الخاصة بالرياضة ووضع حاويات للنفايات وتنظيم عمليات جمع الأزبال وتهيئة المراحيض العمومية ووضع كراسي وطاولات للجلوس والنزهة ووضع لوحات تشويرية وتحسيسية. ومن شأن مشروع تهيئة مجال غابة الرهراه أن يوفر للمنطقة وسكانها فضاء متميزا ومتنفسا طبيعيا سيجلب غليه الزائرين وسيساهم في التخفيف من الضغط الهائل الذي يعرفه منتزه "بيرديكاريس". وتقول جماعة طنجة، أن تهيئة غابة الرهراه سوف تحد بشكل عملي من آفة البناء العشوائي المنتشرة بضواحي الغابة من خلال إيجاد حزام فاصل بين الغابة والسكان، وهو مسعى ما فتئت المجالس الجماعية تطالب به للحد من ظاهرة البناء العشوائي من جهة، وللحفاظ على البيئة والغابة كمتنفس للساكنة والمدينة من جهة أخرى. وتنص الاتفاقية كذلك على القيام بالأشغال اللازمة لصيانة الغابة وتجديدها المستمر وتهيئة مواقف السيارات ووضع سياج ومداخل للمنتزه وإحداث التجهيزات اللازمة للوقاية من الحرائق ومحاربتها وتهيئة نقطة لملاحظة الطيور والمعالجة الميكانيكية من أجل الحد من انجراف التربة. وتشهد غابة الرميلات إقبالا كبيرا خاصة في نهاية الأسبوع، باعتبارها المنتزه الطبيعي الوحيد المهيكل بالمدار الحضري للمدينة، وهو ما استدعى إنقاذ غابة الرهراه، التي كانت تتهددها الحرائق والبناء العشوائي، لتتحول إلى منتزه غابوي جديد بطنجة بعد تأهيلها لاستقبال عشاق الطبيعة في مواجهة زحف الإسمنت.