استهجن «مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بمدينة طنجة»، في بيان صادر عنه يوم الجمعة المنصرم، تتويج المدينة من طرف المندوبية السامية للغابات ومكافحة التصحر كأفضل مدينة غابوية بالمغرب، وحصول منتزه الرميلات على شارة «لواء غابة الاستقبال»، معتبرا أن واقع المجال الغابوي بمدينة طنجة المتردي لا يمكن أن يكون محل تتويج أو أن يصبح نموذجا يحتذى على المستوى الوطني، بل يعتبر تبييضا لمرحلة سابقة من التجاوزات والخروقات والتقصير، كانت تقتضي المحاسبة والمساءلة عوض التتويج والاحتفال. المرصد وقف في ذات البيان على حصيلة تعاقب السياسات والبرامج والمخططات، التي لم تستطع في عمومها حماية الملك الغابوي للمدينة وتثمينه بالشكل المطلوب. ذلك أن الملك الغابوي يواجه العديد من التحديات والإكراهات سبق تضمينها في تقارير المرصد المتعاقبة، والتي يمكن إجمال أهمها في ما يلي: - عدم تحفيظ الملك الغابوي وتحديده بشكل دقيق وانتشار الملكيات الخاصة فيه، والتي تكون مسوغا أوليا لافتعال الحرائق ثم البناء. - البناء العشوائي الذي يتسع بشكل مستمر على مرأى ومسمع الجميع، وهنا نسجل الوضع المقلق لغابة الراهراه ومسنانة والرميلات و غيرها. - الحرائق وأعمال التخريب وقطع الأشجار ورمي الردمة والأزبال، وهي ظواهر لا تستثني أي غابة من غابات المدينة. - غياب مخطط إقليمي واضح ومعلوم للنهوض بالمجال الغابوي و تثمينه، وتقوقع المصالح الإقليمية للمياه والغابات على نفسها. - تساهل المصالح الإقليمية للمياه والغابات في التنازل عن الملك الغابوي: مشروع تصميم التهيئة المرتقب، الترخيص لنادي للفروسية بمنطقة غابوية، الترخيص لمقبرة وسط الغابة وغيرها. - عدم وجود أي مخطط تهيئة وتدبير بأية غابة بمدينة طنجة، بل حتى تهيئة منتزه بيرديكاريس تم بشكل انفرادي ودون استشارة المجتمع المدني والمختصين، مما جعله يتحول إلى حديقة عمومية ويعرض مؤهلاته البيولوجية والأيكولوجية إلى التلف، و يحرم هذا الفضاء من قيمته العلمية الحقيقية ويشوه تراثه الثقافي. وخلص المرصد إلى اعتبار الواقع المتردي للغابات الحضرية وشبه الحضرية لمدينة طنجة، يتناقض ورسالة الجائزة ويعاكس التوجه العام للمملكة وروح الدستور الذي ينص على المسؤولية والمحاسبة والتقييم الموضوعي للبرامج والمخططات، معلنا رفضه للقفز عن الواقع والتغطية عن التدبير الفاشل للملك الغابوي ، واعتباره الجائزة بمثابة تزييف للواقع وإهانة للساكنة التي تقف كل يوم على الحقيقة المريرة لغابات المدينة. معبرا عن اندهاشه لموقف الجماعة المرحب بالجائزة وهي تعلم أن تدبير الغابة هو في عمومه خارج نطاق اختصاصها، بل حتى في مجال نفوذها، فجماعة طنجة «الغابوية» تعاني من خصاص لا يقل عن 600 هكتار من المساحات الخضراء للاستجابة للمعدلات الدولية، داعيا «المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر» إلى ضرورة التدقيق في المعايير والطرق التي تعتمدها لاختيار المدن المتوجة، حتى لا تصبح الجوائز فارغة المحتوى بل وتؤدي إلى نتائج عكسية تماما، نتيجة التساهل مع الممارسات التي تمس بالغابات و البيئة.