تسلمت “أنيتا” جواز سفرها من يد شرطي مراقبة الحدود قبل أن تلج باحة الاستقبال بمطار طنجة ابن بطوطة الدولي حيث أقيم حفل على شرف الفوج الأول من السياح السلوفاكيين الذين يزورون جهة الشمال في إطار برنامج يتواصل على مدى أشهر الصيف. ابتسامة عريضة تعلو محيا أنيتا وهي تنتظر 170 سائحا و 4 مرافقين جاؤوا على متن رحلة جوية مباشرة من براتيسلافا إلى طنجة، هذه الثلاثينية ومديرة وكالة الأسفار “تيب ترافل”، رفقة شركائها المغاربة، تعمل على برنامج يروم فتح وجهة طنجة – تطوان – الحسيمة أمام السوق السياحية بسلوفاكيا، والدول المجاورة لها، بعدما سبق واشتغلت على وجهات مراكش والدار البيضاء. سياح من مختلف الأعمار، عائلات وأزواج وشباب أغرتهم الشواطئ الجميلة والتاريخ الغني والثقافة المتشعبة للقدوم لاكتشاف سحر جهة الشمال، المنطقة الإفريقية الوحيدة حيث يمكنهم الاستمتاع بأمواج الأطلسي الهادرة ورماله الممتدة ومياه المتوسط الصافية وأمواجه الهادئة في اليوم نفسه. بعد تناول كؤوس الشاي والحلويات وفق تقاليد حسن الضيافة المغربية، شد السياح الرحال نحو شمالي مدينة العرائش. بمنتج “ليكسوس بيتش ريزورت” خص الوفد السياحي باستقبال حار على أنغام الفولكلور المغربي وكؤوس الحليب والتمر، حسن ضيافة دفعت المرشد المرافق للفوج السياحي، فيكتور، إلى الإقرار بانبهار بأنها المرة الأولى طيلة مساره المهني الممتد لعقود والذي قاده لمختلف بلدان المعمور حيث يتم استقبالهم بمثل هاته الحفاوة. فضاءات المنتجع ومرافقه الترفيهية وشاطئه الأطلسي الممتد جنوبا وشمالا إلى أزيد من 6 كلومترات رسمت ابتسامة الارتياح والرضا على أوجه الوافدين بالرغم من عياء السفر في هذه الرحلة الجوية لأربع ساعات ونصف. دقائق بعد تناولهم وجبة الفطور كان العديد من السياح بملابس السباحة على حافة مسبح المنتجع. بعد اجتماع قصير مع المعاونين لوضع الترتيبات الأخيرة بالفندق لضمان راحة الوفد السياحي، قالت أنيتا في دردشة قصيرة مع وكالة المغرب العربي للأنباء أن “اختيار وجهة الشمال كان بهدف طرح منتوج جديد في أسواق السياحة بسلوفاكيا”، مذكرة أن العديد من مواطنيها زاروا مراكش والدار البيضاء، لكن قلة فقط من “زاروا جهة الشمال المعروفة بشواطئها الجميلة وتاريخها الغني”. المؤهلات المتوفرة بالمنطقة، وخاصة في هذا الفندق المصنف، ستجعل من السياح الوافدين خير سفراء للترويج لوجهة الشمال بسلوفاكيا، البلد الواقع في وسط أوروبا والمفتقد للواجهة البحرية، حيث سيقضي الوافدون أسبوعا يستمتعون فيه بالرمال الذهبية والشواطئ الممتدة، ويجوبون فيها أهم المدن والمعالم السياحية والأثرية، مع برنامج غني للتنشيط الفني والثقافي والألعاب المائية والبحرية تلبية لطلب الزبائن. وقال حمزة بوعافية، مدير “ليكسوس بيتش ريزورت”، أن الفندق ذا 250 غرفة سيستقبل ابتداء من الأحد إلى غاية 15 شتنبر حوالي 170 سائحا سلوفاكيا كل أسبوع في رحلة شاملة التكاليف، وهو البرنامج الفريد من نوعه على مستوى شمال المملكة، والذي صار ممكنا بفضل الحصول على هذا “العقد الضخم” مع الفاعل السياحي السلوفاكي. وتابع أن الفندق، الذي افتتح عام 2017 في إطار المخطط الأزرق، يعرف العام الحالي “موسما استثنائيا” يشكل الانطلاق الفعلي لأنشطته وخدماته التي ستكون في مستوى تطلعات الوفود السياحية القادمة من كافة بقاع العالم، موضحا أن للفندق شاطئ بطول عدة كيلومترات ومسبح كبير ومسلك للغولف من 18 حفرة وملاعب كرة وتنس ومراكز للرياضات المائية والتنشيط الثقافي وبرنامج غني لزيارة جل مدن الشمال، ومن بينها الموقع الأثري ليكسوس البعيد بكيلومترات قليلة. في هذا السياق، أشار أحمد إدزرود، صاحب وكالة أسفار “سي آند سان” الشريكة في البرنامج، أن “إدارة منتجع ليكسوس بيتش تعاملت بمهنية مع اقتراح فتح هذه الوجهة أمام السياح السلوفاكيين” سواء من حيث تقديم أسعار تنافسية أو وضع برامج تنشيطية وخدمات تلائم هذه الشريحة من الزبائن، موضحا أن “التنشيط السياحي يعتبر عنصرا هاما في ضمان رضا الزبون”. وبعد أن ذكر بأن إبرام هذا البرنامج تطلب أزيد من سنتين من العمل، أكد أن نجاح تجربة الفوج الأول سيعبد الطريق أمام رفع عدد الوافدين خلال السنوات القادمة، موضحا أن البرنامج يمتد على خمس سنوات، حيث نأمل أن نستقبل في عامه الأول بين 2000 و 2500 سائح، والانتقال في العام الموالي إلى 10 آلاف سائح، ثم 15 ألف سائح سلوفاكي في العام الثالث بين العرائش والسعيدية مع رفع الربط الجوي إلى رحلتين أسبوعيا بين طنجة وبراتيسلافا. ويرى بوعافية أن السوق السلوفاكية “واعدة” بالنسبة للمغرب “نحن راضون ونعتزم تطوير هذا السوق خلال السنوات المقبلة للرفع من توافد السياح من هذه الوجهة”، داعيا المكتب الوطني المغربي للسياحة إلى دعم هذه المبادرة. ويتوقع أن يساهم البرنامج في دعم عجلة التنمية السياحية المحلية حيث سيقضي السياح السلوفاكيون بين 8 آلاف و 10 آلاف ليلة مبيت ضمن هذا البرنامج خلال العام الحالي، كما برمجت إدارة الفندق جولات يومية للسياح بمدينة العرائش لزيارة أهم المعالم السياحية واقتناء منتجات الصناعة التقليدية والتذكارات، كما تم تشغيل عدد من ابناء المنطقة في المحطة السياحية “ليكسوس” لتلبية الحاجة من اليد البشرية. وهي تراقب مجموعة من زبائنها الممدين على حافة المسبح طلبا لسمرة شمس إفريقيا، اختتمت أنيتا حديثها بأن السلوفاكيين اختاروا المغرب، ووجهة طنجة خصوصا، لقضاء فترات راحة تحت أشعة الشمس الذهبية وفي الشواطئ الجميلة، في جهة لها تقاليد وتراث غني، ومعروفة بأطباقها اللذيذة التي أوصلت المطبخ المغربي إلى العالمية.