– متابعة (صور زكرياء العشيري): لم يختلف خطاب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، خلال تجمع دعائي مساء اليوم الأربعاء، لحزبه بمدينة طنجة، عن سابقيه من التجمعات التي نظمها حزب "المصباح" في باقي المدن المغربية، حيث خصص الحيز الأكبر من حديثه، في اتهام قيادات أحزاب معارضة، متحديا إياهم بقدرتهم على "جره إلى المحاكم". وفيما تفادى زعيم "العدالة والتنمية"، توجيه سهام النقد إلى العمدة المنتهية ولايته، فؤاد العماري، بدعوى "أنه كان مجرد مستشار جيء به بعد إزاحة سمير عبد المولى وفي الصباح سيذهب إلى حال سبيله"، فقد نال شقيقه الأكبر، إلياس العماري، نصيبا كبيرا من اتهامات بنكيران، الذي لم يتردد في رميه بجمع الأموال عن طريق المخدرات لاستخدامها في شراء أصوات الناخبين في الانتخابات الجماعية والجهوية المقررة الجمعة القادم. وأبدا بنكيران، ثقة كبيرة أمام حشود غفير من أنصار حزب العدالة والتنمية، وهو يعبر عن تحديه لإلياس العماري، الذي اتهمه أيضا بابتزاز تاجر المخدرات، من خلال تخوفيهم بالسجن، معتبرا أن العماري أو باقي الخصوم لا يمكنهم تخويف الشعب ب"أشياء لا يملكونها"، حسب تعبير المتحدث الذي أضاف أن "المغرب اليوم فيه وزارة للعدل يشرف عليها أحد أبطال هذا الوطن"، في إشارة منه لمصطفى الرميد، وزير العدل والحريات. واسترسل رئيس الحكومة في تحديه لخصمه اللدود، في مدى قدرته على جره إلى المحكمة، مضيفا أنه "إذا كان العماري وشباط هم من سيسيرون المغرب فمن الشرف أن أقف أنا في المحكمة"، حسب ما جاء في كلامه. مصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، كان هو الآخر هدفا ل"سهام النقد" من طرف عبد الإله بنكيران، بالرغم من "طيبوبة الرجل"، كما جاء على لسانه، غير أن "الطيبوبة لا مجال لها في عالم السياسة" يسترسل رئيس الحكومة، ثم يضيف موجها كلامه مباشرة للباكوري ناصحا إياه ب"الافتراق عن إلياس العماري لأنه غادي يخرج عليه". ولم يكن زعيم حزب الاستقلال، حميد شباط، بمنأى عن قذائف بنكيران، حيث اعتبره الأخير "أكبر مصيبة ابتليت بها مدينة فاس". وقال بنكيران إن فاس هي مدينة خائفة وتستنجد، داعيا أنصاره إلى "أن يدعوا الله لتخليصها مما فيه"، متعهدا بان حزب العدالة والتنمية لن يتخلى عن سكان هذه المدينة التي تباع فيها الذمم وتشترى. واعتبر بنكيران، ان الخصم العنيد لحزب العدالة والتنمية ليس حزبا سياسا، وإنما هي أوراق من فئة 100 درهم و 500 درهم، مؤكدا على أن شعبية حزبه تعرف تزايدا وأنه قادر على الفوز على جميع خصومه "الذين لا يعرفون طريقة اللعب معه" على حد قوله. وختم عبد الإله بنكيران، خطابه بدعوة المواطنين إلى التصويت على حزبه، مع تفادي التصويت على الأصالة والمعاصرة، من أجل تبليغ رسالة إلى من وصفهم بالمرتشين والفاسدين، أن طريقة التدبير والتسيير، لم تعد صالحة اليوم، معبرا بالقول أنه "آن الأوان لنقول لهؤلاء جميعا كفى".