في الوقت الذي اعتقد عدد كبير من المواطنين في طنجة، أن إزالة الحانات والملاهي الليلية من كورنيش المدينة، سيساهم في التقليل من انتشار ظاهرة الدعارة، أو بالأحرى من أماكن تواجد بائعات الهوى، إلا أن الواقع الحالي ينفي هذا الأمر ويشير إلى تفاقم الظاهرة. وحسب المتتبيعن لهذه الظاهرة التي تستفحل بشكل كبير في طنجة، فإن الإصلاحات التي عرفها كورنيش طنجة، ساهم على نحو غير متوقع، في توسيع رقعة أماكن انتشار الدعارة في المدينة. ووفق هؤلاء، فإن إنهاء الحانات والملاهي الليلية من الكورنيش لم يُبعد بائعات الهوى عن هذه المنطقة، بل أصبح الآن محجا رئيسيا لعدد كبير منهن، بغية اصطياد الزبائن الذين يأتون من مدن أخرى للاستمتاع بالشريط الساحلي لطنجة. الأكثر من ذلك، أن غياب الملاهي الليلية عن الكورنيش، دفع بالعديد من بائعات الهوى إلى الانتقال إلى أماكن أخرى في وسط المدينة، مثل ساحة الأمم والمناطق المحيطة بها التي توجد بها الحانات الليلية، وبالتالي إنضافت هذه المناطق إلى كورنيش المدينة كأماكن تعج ببائعات الهوى. وتكفي جولة سريعة في منتصف الليل لوسط المدينة والكورنيش الساحلي لطنجة، لمعرفة مدى استفحال ظاهرة الدعارة، التي أصبحت الآن تغطي أجزاء مهمة في المدينة مثل شبكات الريزو، ولم تعد منحصرة فقط على الكورنيش.