– متابعة: بدأت السلطات المحلية بطنجة، اليوم الثلاثاء، في وضع نهاية لاحتلال الملاهي والحانات الليلية لفضاء كورنيش المدينة، حيث شرعت جرافات وآليات ثقيلة في عمليات هدم واسعة طالت عددا من هذه المحلات المطلة على الشاطئ البلدي لمدينة طنجة. ويبدو أن إغلاق عدد من الحانات الليلية لأبوابها الذي تم خلال الأيام الماضية، لم يكن بسبب اقتراب شهر رمضان، وإنما لصدور إشعارات من طرف مصالح السلطات المحلية، لأرباب هذه الحانات والملاهي الليلية، باقتراب موعد الهدم وتنقيل هذه المحلات إلى مكان آخر من المدينة. غير أن متتبعين محليين، يرون أن اختيار السلطات المحلية لهذا الوقت من السنة، لتخليص كورنيش مدينة طنجة، من سيطرة المحلات والحانات، هو موعد مدروس بعناية، إذ أنه الوقت الذي تضطر فيه الكثير من هذه الملاهي لتعليق نشاطاتها، بسبب تراجع أعداد مرتاديها بمناسبة اقتراب شهر رمضان، وبالتالي فإن تحرك السلطات المحلية في هذا الوقت لن يكون له تداعيات كبيرة على مردودية هذه الأنشطة الربحية. إلا أن مصادر عليمة، تحدثت ل"طنجة 24"، أشارت أن قرار الهدم، قد تم اتخاذه بصورة مستعجلة من طرف السلطات المحلية، بسبب تمادي بعض أراب هذه الحانات في ترويج الخمور بين مرتاديها، في تحد واضح لدوريات وجهتها المصالح المختصة تحث مسيري هذه المرافق على ضرورة تعليق ترويج هذه المشروبات خلال الأيام التي تفصل عن حلول شهر رمضان. وكان ملف تحرير الملك العمومي بكورنيش طنجة، من هيمنة أصحاب الملاهي والحانات، قد أثيرت منذ مدة طويلة، تزامنا مع إعطاء انطلاقة أوراش مشروع "طنجة الكبرى" في شتنبر 2013، حيث جرى الحديث عن عمليات وشيكة لهدم وتنقيل هذه المرافق بعيدا عن كورنيش المدينة. وشكل مطلب ترحيل الحانات والملاهي التي يزيد عددها عن 20 محلا، عن الكورنيش، مطلبا ملحا على مدى فترات طويلة لساكنة مدينة طنجة، لما يمثله وجودها في هذا الفضاء العمومي من إحراج لكثير من العائلات المحافظة التي وجدت نفسها لسنوات طويلة من محرومة من حقها في التنزه والاستجمام بهذا الفضاء، بسبب العديد من الظواهر اللاأخلاقية التي انتشرت بشكل كبير مع فتح العديد من الحانات والملاهي لأبوابها منذ سنة 2005. وتؤكد معلومات متطابقة، أن هذه الحانات والمراقص المنتشرة على طول الكورنيش، تشكل مراتع وبؤر لممارسة مختلف الأفعال التي يجرمها القانون مثل الدعارة بمختلف أصنافها وتجارة المخدرات الصلبة، وعلى رأسها الكوكايين. وتكشف مصادر عليمة، أن الكورنيش يعرف نشاطا متزايدا في ترويج المخدرات الصلبة بمختلف أنواعها وهو المعطى الذي يؤكده اعتقال عدد كبير من الأشخاص المتلبسين بحيازة وترويج المخدرات، في عدة حملات أمنية تستهدف بالدرجة الاولى مجموعة من العلب الليلية المنتشرة على طول هذا الفضاء الذي يشكل اهم شارع رئيسي لمدينة طنجة. كما تشير معلومات مؤكده إلى أن شبكات ترويج الكوكايين داخل ملاهي كورنيش المدينة، باتت تستعين بمجموعة من ممتهنات الدعارة، من أجل ترويج هذه السموم، بسبب تشديد المراقبة الأمنية على محيط معظم الملاهي الليلية "المشبوهة".