– محسن الصمدي: لا يكاد سكان مدينة طنجة يستريحون من صيفها الصاخب، ولياليه المليئة بالحفلات والأنشطة التي تستمر إلى غاية الصبح، حتى يجدوا أنفسهم أمام سهرات من نوع أخر تقام على طول الكورنيش، ولا تنتهي إلا بصافرة من سيارة دورية الشرطة، أو بتدخل من طرف بعض السكان المتضررين. فالملاهي الليلية المترامية على جنبات الكورنيش، تلفض كل ليلة المئات من محبي السهر والعربدة، ممن لا يتحمل جهازهم العصبي كثرة الشرب والمخدرات، حيث يقوم هؤلاء بمحاولة قضاء ما تبقى من السهرة بهذا الفضاء، متسببين في ذلك بحالة من الفوضى والإزعاج، لا يسلم منها سوى القاطن بالمناطق البعيدة أو من تعود على هذا النوع من المضايقات. ويشكل مرتادو الحانات والمراقص الليلية، نسبة كبيرة من المتواجدين بالكورنيش كل ليلة، حيث أن جشع أصحاب هذه المحلات ورغبتهم في إستقطاب جميع الفئات، دفعهم إلى التغيير من سياستهم بحيث أصبح بإمكان القاصرين ولوجها، الأمر الذي يمنعه القانون ويتسبب في خلق مشاكل كثيرة يكون هذا المكان مسرحا لها، وتستدعى في كل مرة قدوم رجال الأمن من أجل حلها. وينضاف إلى هؤلاء المعربدين، فئة أخرى من النساء فضلن الوقوف بمحاذاة الكورنيش علهن يحصلن على نصيب من الأموال التي يصرفها محبو السهر كل ليلة، حيث يقتنصن بأعينهن كل الزبائن الخارجين من الملاهي، يخترن أكثرهم مالا وأقلهم وعيا، من أجل قضاء ليلة ماجنة لن يتذكرها هذا الأخير نظرا لحالته غير الطبيعية. ويتسبب هؤلاء النسوة بشكل يومي، في مشاكل جمة، سواء فيما بينهن أو مع الزبناء المفترضين، حيث يتشاجرن حول كل شيء، بدءا من مكان الوقوف والتسعيرة ووصولا إلى مكان قضاء الليلة ومدتها، مما يدفعهن إلى الإستعانة بصوتن الحاد والكلمات النابية، من أجل الإنتصار في هذه المعركة، التي يكون الخاسر الدائم فيها هم السكان القاطنين بالمنطقة. إلى جانب هؤلاء، يقيم عدد من المتشردين وأطفال الشوارع، بصفة رسمية بهذا الكورنيش، بعد أن تم طردهم بشكل قسري من أمام ميناء طنجةالمدينة، الذي كان محطة لهم من أجل مغادرة طنجة بإتجاه الضفة الأخرى على متن إحدى البواخر الراسية، الأمر الذي أصبح مستحيلا بعد إفتتاح الميناء المتوسطي، مما دفع هؤلاء إلى الإنتقال نحو الكورنيش علهم ينالون نصيبا من البقايا التي يتركها رواد المطاعم، أو حسنة من طرف المارين. ويرى المتتبعون لشأن المحلي، أن السبب الرئيسي لإنتشار مثل هذه الظواهر، هو التساهل في تطبيق القانون من طرف مختلف أجهزة السلطات المحلية، حيث أن تطبيق المقتضيات التي جاءت بها القوانين بهذا الخصوص، ستتسبب في وضع حد نهائي لهذه الأفات، وبالتالي حماية السكان من الإزعاج المتكرر، وتحرير الشوارع من السطوة المعربدين والبنات الليل.