– عصام الأحمدي: لم يمر قرار السلطات المحلية لطنجة، إنهاء وجود الحانات والمراقص الليلية بكورنيش المدينة، بهدف تنزيل مخطط التهيئة الحضرية، دون أن يرخي بتداعياته على فئات اجتماعية، كانت هذه الفضاءات، تشكل مصدر قوت يومها، مما دفع أفرادها إلى البحث عن بدائل أخرى لتأمين دخلها اليومي الذي كانت تدره من خلال نشاطها في الحانات والمراقص التي تم الشروع في هدمها. ووجدت العشرات من ممتهنات الدعارة، اللواتي كن ينشطن انطلاقا من هذه الفضاءات المتوقفة عن العمل، أنفسهن مجبرات على التسكع في الشارع واقتناص زبائنهن انطلاقا من الأرصفة، على غرار زميلتهن من ممتهنات الدعارة الرخيصة في مجموعة من الأحياء الجانبية. ويؤكد شهود عيان، تزايد أعداد الفتيات والنساء الممتهنات للدعارة، اللواتي يلجان إلى أرصفة شارع "محمد السادس"، من اجل اصطياد زبائن محتملين، مقارنة مع الشهور والسنوات التي كان خلالها نشاط الحانات والمراقص الليلية بالكورنيش ساريا، قبل صدور قرار السلطات المحلية باسترجاع المساحات العمومية،ة التي ظل أرباب هذه الفضاءات يستغلونها لسنوات طويلة مقابل أسعار تفضيلية. وسجل المصدر، تحرك حملات أمنية بين الفينة والأخرى، لمنع ممتهنات "أقدم مهنة في التاريخ"، من التسكع على الشارع العمومي، وهو ما دفع بعضهن إلى الاحتماء بالظلمة الناتج عن توقف الحركة في بعض جنبات الشارع، الذي انطلقت فيه عدة أشغال لإعادة تهيئته وفق المخططات المرسومة من طرف السلطات الجماعية والإدارية، ضمن البرامج التنموية مثل مشروع "طنجة الكبرى". وفيما لوحظ تواجد أعداد "بائعات الهوى" اللواتي ينشطن بالشارع العام بعد أن لفظتهن البارات والحانات المتوقفة عن العمل، فإن هذا الوضع يصاحبه أيضا، انتعاش ملحوظ لمختلف الحانات ومقاهي "الشيشة" المتواجدة بالشوارع المتفرعة عن الكورنيش وبعض الأحياء في وسط المدينة، حيث أصبحت هذه الفضاءات بمثابة بديل لممتهنات الدعارة. وشكل مطلب ترحيل الحانات والملاهي التي يزيد عددها عن 20 محلا، عن الكورنيش، مطلبا ملحا على مدى فترات طويلة لساكنة مدينة طنجة، لما يمثله وجودها في هذا الفضاء العمومي من إحراج لكثير من العائلات المحافظة التي وجدت نفسها لسنوات طويلة من محرومة من حقها في التنزه والاستجمام بهذا الفضاء، بسبب العديد من الظواهر اللاأخلاقية التي انتشرت بشكل كبير مع فتح العديد من الحانات والملاهي لأبوابها منذ سنة 2005. وتؤكد معلومات متطابقة، أن هذه الحانات والمراقص المنتشرة على طول الكورنيش، تشكل مراتع وبؤر لممارسة مختلف الأفعال التي يجرمها القانون مثل الدعارة بمختلف أصنافها وتجارة المخدرات الصلبة، وعلى رأسها الكوكايين. وتكشف مصادر عليمة، أن الكورنيش يعرف نشاطا متزايدا في ترويج المخدرات الصلبة بمختلف أنواعها وهو المعطى الذي يؤكده اعتقال عدد كبير من الأشخاص المتلبسين بحيازة وترويج المخدرات، في عدة حملات أمنية تستهدف بالدرجة الاولى مجموعة من العلب الليلية المنتشرة على طول هذا الفضاء الذي يشكل اهم شارع رئيسي لمدينة طنجة. كما تشير معلومات مؤكده إلى أن شبكات ترويج الكوكايين داخل ملاهي كورنيش المدينة، باتت تستعين بمجموعة من ممتهنات الدعارة، من أجل ترويج هذه السموم، بسبب تشديد المراقبة الأمنية على محيط معظم الملاهي الليلية "المشبوهة"