ذهب استبشار سكان طنجة بفضاء عمومي محافظ على مستوى كورنيش المدينة، أدراج الرياح، بعدما قررت الولاية السماح بعودة الملاهي والحانات الليلية، إلى أنشطتها مباشرة بعد شهر رمضان المبارك، في نفس المكان الذي كانت تنشط فيه قبل تنفيذ قرارات إدارية بهدمها. وتشير المعطيات المتوفرة، إلى أن والي الجهة، محمد اليعقوبي، اجتمع مع ممثلي جمعية مهنية تمثل القائمين على هذه الفضاءات، من أجل إبلاغهم بقرار السماح لهم بإعادة تشييد المحلات التي كانت تأوي أنشطة الملاهي والحانات الليلية، التي سبق أن تم البدء في هدمها منذ يونيو المنصرم. وحسب مصادر عليمة، فإن الاجتماع خلص إلى إبلاغ أرباب هذه الحانات والمحلات، إلى أنه يمكنهم الانفتاح على الواجهة البحرية وليس على الشارع العام، مثلما كان عليه الوضع في السابق، مما ينفي بشكل نهائي ما تردد عن إنهاء نشاط هذه الفضاءات في كورنيش طنجة، وأن الأمر يتعلق فقط بتنزيل مخطط التهيئة الحضري وكان أرباب هذه المشاريع الذين يقدمون أنفسهم كمتضررين جراء التصميم الجديد للتهيئة، يطالبون قد طالبوا بتعويضهم بفضاءات أخرى في كورنيش "مالاباطا"، غير أن السلطات المحلية، لم يصدر منها ما يفيد استعدادها للبت في هذا الموضوع، لا سيما في ظل حديث كان يتردد عن توجه السلطات إلى حصر الترخيص لأنشطة الملاهي الليلية داخل نطاق المنطقة المينائية الترفيهية. وكان ملف تحرير الملك العمومي بكورنيش طنجة، من هيمنة أصحاب الملاهي والحانات، قد أثير منذ مدة طويلة، تزامنا مع إعطاء انطلاقة أوراش مشروع "طنجة الكبرى" في شتنبر 2013، حيث جرى الحديث عن عمليات وشيكة لهدم وتنقيل هذه المرافق بعيدا عن كورنيش المدينة. وشكل مطلب ترحيل الحانات والملاهي عن الكورنيش، مطلبا ملحا على مدى فترات طويلة لساكنة مدينة طنجة، لما يمثله وجودها في هذا الفضاء العمومي من إحراج لكثير من العائلات المحافظة التي وجدت نفسها لسنوات طويلة من محرومة من حقها في التنزه والاستجمام بهذا الفضاء، بسبب العديد من الظواهر اللاأخلاقية التي انتشرت بشكل كبير مع فتح العديد من الحانات والملاهي لأبوابها منذ سنة 2005. وتؤكد معلومات متطابقة، أن هذه الحانات والمراقص المنتشرة على طول الكورنيش، تشكل مراتع وبؤر لممارسة مختلف الأفعال التي يجرمها القانون مثل الدعارة بمختلف أصنافها وتجارة المخدرات الصلبة، وعلى رأسها الكوكايين. وتكشف مصادر عليمة، أن الكورنيش ظل يعرف نشاطا متزايدا في ترويج المخدرات الصلبة بمختلف أنواعها وهو المعطى الذي يؤكده اعتقال عدد كبير من الأشخاص المتلبسين بحيازة وترويج المخدرات، في عدة حملات أمنية تستهدف بالدرجة الأولى مجموعة من العلب الليلية المنتشرة على طول هذا الفضاء الذي يشكل أهم شارع رئيسي لمدينة طنجة. كما تشير معلومات مؤكده إلى أن شبكات ترويج الكوكايين داخل ملاهي كورنيش المدينة، باتت تستعين بمجموعة من ممتهنات الدعارة، من أجل ترويج هذه السموم، بسبب تشديد المراقبة الأمنية على محيط معظم الملاهي الليلية "المشبوهة"