– محمد سعيد أرباط: يعتبر الرسام الايرلندي سير جون لافيري أحد الرسامين المعروفين الذين زاروا وأقاموا بطنجة فترات معينة ورسموا بها العديد من اللوحات التشكيلية التي تعرض الان في مختلف المتاحف العالمية في انجلترا واسكتلندا وايرلندا وغيرهم. ومن بين لوحات هذه الرسام التي تحضر فيها طنجة كمكان وحدث اللوحة، اللوحة التي عنونها صاحبها ب "الموكب الجنائزي للقائد سير ماكلين بطنجة"، والتي رسمها أثناء زيارته لهذه المدينة سنة 1920 بتزامن زيارته مع وفاة القائد الاسكتلندي في الجيش المغربي سير هاري ماكلين. وتصور هذه اللوحة لحظة من الموكب الجنائزي لهذا القائد اثناء مرور نعشه المحمول على عربة صاعدا من السوق الكبير الشهير باسم "السوق دبرا" عبر الشارع الذي يقع على يسار جامع سيدي بوعبيد، متجها إلى كنيسة القديس أندرو الانجليزية التي تقع في اعلى الربوة حيث دفن هناك. كما تصور هذه اللوحة الحضور الكثيف لمشيعي القائد سير هاري ماكلين، حيث كان قد حضر جنازته العديد من الشخصيات الرسمية من السلطات المغربية والانجليزية وعدد من الشخصيات الذين قدموا من جبل طارق واسبانيا لحضور مراسيم هذه الجنازة، إضافة إلى أهل طنجة الذين شاهدوا الموكب الجنائزي من السطوح. كما يمكن للمشاهد من خلال هذه اللوحة أن يلاحظ منظر المكان في هذه الفترة الذي يتميز بقلة المباني واتساع المناطق الخضراء، وذلك بسبب أن هذه المنطقة كانت لا زالت إلى حدود هذه الفترة تعتبر بعيدة عن المدينة وأسوارها، ولم يكن يفضل أهل طنجة البناء والسكن بها عدا الجاليات الاوروبية. وعلى العموم فإن موضوع اللوحة الاهم هو جنازة القائد سير هاري ماكلين، وهو الجندي الاسكتلندي الذي ولد سنة 1840 واستقدمه السلطان المغربي الحسن الاول للعمل على تدريب الجيش المغربي وتحديثه على الطريقة الغربية، وقد ظل يعمل بالجيش المغربي أزيد من 40 سنة. وبخصوص صاحب اللوحة، فهو الرسام الايرلندي سير جون لافيري الذي ولد في 20 مارس من سنة 1856 بمدينة بلفاست، وزار طنجة أول مرة في العقد الاخير من القرن التاسع عشر، ثم عاد إليها في العقد الثاني من القرن العشرين في زيارة للمغرب، وكانت وفاته في 10 يناير 1941 بمدينة كونتي كيلكيني الايرلندية.