– محمد سعيد أرباط: زار طنجة في فترات تاريخية مختلفة، العديد من الرسامين العالميين، في عبور قصير لاستكشاف سحر المدينة أو من أجل اقامة لمدة معينة في الزمن بحثا عن الالهام، تاركين خلفهم لوحات مرسومة تحكي قصتهم مع طنجة وتؤرخ للحظة تاريخية من تاريخ هذه المدينة العريقة. ومن بين هذه اللوحات، ننشر على"طنجة 24" خلال شهر رمضان الكريم، الأشهر منها لأبرز الرسامين الذين ذاع صيتهم عالميا في فن الرسم، والذين حضرت طنجة في لوحة من لوحاتهم الشهيرة التي تعرض الان في أكبر المتاحف العالمية. ونبدأ مع لوحة الرسام الفرنسي الشهير "أوجين دو لاكروا" الشهيرة باسم "حفل زفاف يهودي في طنجة" وهي اللوحة التي تصف حالة من الاحتفال وسط منزل لأسرة يهودية كانت تحتفل بحفل زفاف ابنتها كما جاء في مذكرات دولاكروا. وكان الرسام "أوجين دو لاكروا" قد جاء إلى طنجة رفقة بعثة ديبلوماسية فرنسية إلى السلطان المغربي المولى عبد الرحمن سنة 1832، وأقام في طنجة لفترة معينة لدى أحد الاسر الغنية اليهودية بالمدينة القديمة، وهي الزيارة التي كان من بين نتائجها هذه اللوحة الفنية. وتحكي هذه اللوحة العديد من الاشياء، منها نوعية اللباس السائد في فترة زيارة الرسام إلى طنجة، ومعمار البيت، والجو السائد حيث يظهر جو البهجة احتفالا بيوم الزفاف، اضافة إلى طبيعة التقاليد اليهودية المنفتحة ازاء الغرباء بالسماح لأجنبي بالاختلاط بأهل البيت من النساء والرجال، على عكس عادة المسلمين بطنجة في هذه الفترة كما لمح الرسام في مذكراته حول هذا الامر. وتعد هذه اللوحة من بين أشهر لوحات الرسام الفرنسي الشهير ضمن عدد من اللوحات الاخرى التي رسمها عن طنجة، وهي توجد الان في متحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية باريس حيث تعرض هناك أمام زوار المتحف، وهي بمقاس 105 سنتمترات طولا و 140 سنتمترا عرضا. ويعد صاحب اللوحة، فيردناند فيكتور أوجين دولاكروا، أحد اشهر رسامي فرنسا في القرن التاسع عشر، وهو من أول الرسامين الذين زاروا المغرب في بداية القرن المذكور وفتح الباب أمام رسامين اخرين للسير على نهجه، وهو من مواليد مدينة سان موريس الفرنسية في 27 أبريل 1798 وكانت وفاته بالعاصمة باريس في 13 غشت 1863.