لا أدري لماذا علينا أن نتحمل مظاهر الفساد وأصحاب الأيادي المتسخة وأصحاب السوابق الذين عاثوا فسادا بطنجة كما وصفهم العمدة في ندوته الصحافية الأخيرة رغم أنه حليفهم الأول، والذين ينتشرون في كل مكان..! فبفضل حركة 20 فبراير "والشطابة المشهورة" صار الطنجاوي اليوم يدرك أن الفاسدين يعبثون بحياته، ويعلم ألاَّ أحد يحاسبهم، بل إن البعض منهم يتطلع للحصول على مناصب أرفع من تلك التي يشغلها اليوم "2012".
ومن واقع الحياة بطنجة ، كلما زاد فساد شخص ، ارتفعت أسهمه وزادت حظوظه في تولي مناصب أرفع وكلما أزبد هذا الشخص وأرعد في التغني بالانجازات، اتجهت الأنظار إليه وصار من "أصحاب الحظوة".
ويرى البعض في هذا النوع من الأشخاص أنهم "رجال"، ويوصف من يمارس الفساد بأنه "سبع ولد سبع". ولهذا فإن مسؤولينا المحليين سامحهم الله يحبون أصحاب الأيدي المتسخة ويفضلونهم على غيرهم؛ لأنهم يجيدون السرقة ونهب المال العام دون حياء أو خجل وبالطبع "سكت خرج قسم" .
فلم نرى يوما بطنجة مسؤولاً واحداً مثل أمام القضاء وأعلن اسمه في وسائل الإعلام بتهمة الفساد رغم أنهم يوعدون بالمئات.
وفي مثل هذه الأجواء لن يفلح سوى أصحاب الأيادي المتسخة؛ فهم أصحاب حظوة لدى بعض الذين يقبضون مع شللهم على مواقع هامة ويحبطون أي توجه لتصحيح أوضاع طنجة، بل ويحاربون من لا تزال يده نظيفة وينادي بالإصلاح ولم يتورط في أعمال فساد ونهب للمال العام كما هو حال صاحب الربطة الحمراء.
ومع الوضع الحالي إن لم تتحرك الدولة و" تديكاجيهم "، فإننا سنشهد تزايداً أكثر لأصحاب الأيدي المتسخة ونخشى أن نجد أنفسنا تحت رحمة هؤلاء وفي مواجهة مباشرة معهم في حرب مفتوحة، إذا ما تجاهلت الدولة أمر محاربتهم وقالت لهم بالعربية تاعرابت اليوم ستؤدون الفاتورة .
فالطنجاوي البسيط لم يعد قادراً على تحمل ما يمارس ضده من فساد، سواء من قبل المسؤولين أم من قبل من يعملون تحت إمرتهم، وسيعبر عن سخطه وغضبه. لذلك، يجب على أصحاب القرار أن يتجنبوا هذا الغضب، الذي سيترك آثاره السلبية على سلمنا الاجتماعي.
كما يجب أن لا يتجاهلوا النتائج الكارثية لمثل هذا المشهد، الذي يمكن أن نعيشه ذات يوم فالصمت على ممارسات أصحاب الأيادي المتسخة يمكن أن يكلف المملكة الشيء الكثير ولهذا، عليهم أن يبدؤوا بتجفيف وتطهير مرافق مملكتنا الحبيبة من هؤلاء "الفسدة"؛ فالصمت عنهم يجعلهم يبدون كما لو أنهم يكافئون الفساد ويزيدون من استشرائه، وقد لا نجد في يوم ما يداً نظيفة لنصافحها ومثير للسخرية إن لم نقل للشفقة ، وهو أداء هؤلاء المفسدون عبارة عن لعنة تلاحقهم أينما حلوا وارتحلوا والمؤسف حقا أن يسخر منهم الساخرون بالتلميح والتصريح أحيانا ، وهم يعلمون ولكنهم هانوا فسهل عليهم الهوان فأن الأوان أن يرحلوا.....