– متابعة: إحتلت جهة طنجةتطوان المرتبة الثانية وطنيا من حيث عدد المنحدرين منها الذين يقصدون ضريح "بويا عمر" بقلعة سراغنة، مباشرة بعد جهة الدارالبيضاء الكبرى، وذلك حسب دراسة ميدانية حديثة أجرتها وزارة الصحة المغربية. وكشفت الدراسة، أن ضريح "بويا عمر" يحتضن حاليا حوالي 1200 نزيل، 97 في مائة منهم من الرجال، أغلبهم غير متزوجون بنسبة 86 بالمائة، أما من حيث المستويات الدراسية للنزلاء، فيشكل الأميون نسبة 12% من المرضى ، فيما أصحاب المستوى الجامعي لا يتعدى وجودهم الخمسة بالمائة. وأضافت الدراسة، التي أنجزت ميدانيا بمشاركة 20 طبيبا نفساني، أن أقدم نزيل بضريح بويا عمر يتواجد منذ 36 سنة والأحدث منذ أربع سنوات، الأمر يجعل معدل الإقامة بهذا المكان الصوفي هو 18 سنة، أما من حيث عمرهم فقد أكد المصدر نفسه، أن 60 في مائة من النزلاء ينتمون إلى الفئة العمرية بين 30 إلى 49 سنة. وحسب ذات المصدر، فإن النزلاء يؤدون ما معدله 786 درهم شهريا كمصاريف للإيواء، الشيء الذي يجعل التكلفة السنوية للإيواء التي يدفعها النزلاء تصل إلى الثمانية ملايين درهم، دون الحديث عن مجموعة من المصاريف الأخرى، الشيء الذي يجعل المريض العقلي أحد محركات الاقتصاد المحلي بالمنطقة. ووقفت وزارة الصحة، من خلال هذه الدراسة الميدانية التي قامت بها من أجل حصر عدد المنخرطين في وسائل العلاج الغير مثبتة علميا، على كون التبغ و القنب الهندي و الكحول، تعد من المخدرات الأكثر انتشارا بين النزلاء. وإشتهر ضريح "بويا عمر" منذ القرن 16 ب "علاج" المرضى الذين يعانون من اضطرابات عقلية ونفسية، ويقع على بعد 50 كلم شمال مدينة مراكش، ويزوره حوالي 30 ألف شخص في السنة منهم 15 ألفا خلال عيد المولد النبوي. ويعتبر الضريح، في ظل النقص الحاد في مؤسسات استقبال وعلاج المرضى النفسيين، أكبر رمز لإيمان المغاربة بالخرافات، حيث كشفت الدراسة أن 70% من حالات الإيواء "تمت بطلب من عائلة النزيل".