حالة مُزرية تلك التي يعيشها نزلاء ضريح "بويا عمر" بقلعة السراغنة نواحي مدينة مراكش، إذ وقفت دراسة حديثة أجرتها وزارة الصحة، على مجموعة من المظاهر الحاطة من الكرامة الإنسانية لنزلاء "سجن" مُخصص للمختلين عقليا يُدر على أصحابه أرباحا سنوية تتجاوز ال 8 مليون درهم. وكشفت الدراسة التي يتوفر اليوم 24 على نسخة منها، أن النزلاء يُؤدون ما معدله 786 درهم شهريا كمصاريف للإيواء، الشيء الذي يجعل التكلفة السنوية للإيواء التي يدفعها النزلاء الثمانية ملايين درهم. دون الحديث عن مجموعة من المصاريف الأخرى، الشيء الذي يجعل المختل العقلي أحد محركات الاقتصاد المحلي، بحسب الدراسة. وبحسب نفس المصدر، فإن معظم المحتضنين والبالغ عددهم 55 نزيلا ينحدرون من بعض المدن المجاورة، كسطات والجديدة، مُشيرة إلى أن أقدم محتضن يتواجد بالضريح منذ 36 سنة والأحدث منذ أربع سنوات، ليكون معدل الإقامة بالضريح هو 18 سنة. وتشكل الفئة العمرية من 30 إلى 49 سنة أكثر من 60% ، في حين يُشكل الرجال نسبة تفوق 97 بالمائة من نزلاء بويا عمر، أعلبهم غير مُتزوجين بنسبة 86 بالمائة. ويُشكل الأميون نسبة 12% من المرضى أميون، فيما أصحاب المستويات الجامعية فلا يتعدى وجودهم الخمسة بالمائة. وينحدر اغلب المرضى من جهة الدارالبيضاء، تليها جهة طنجةتطوان، ثم الجهة الشرقية ، أما جهة مراكش فتحتل المرتبة السادسة. ووقفت الدراسة على كون التبغ و القنب الهندي و الكحول، تُعد من المخدرات الأكثر انتشارا بين النزلاء.