– محسن الصمدي: قلل عبد الرحمن الشعيري منظور، الباحث في الشأن الديني، من شأن الترخيص الذي حصلت عليه مؤسسة "الخط الرسالي"، المحسوبة على التيار الشيعي، معتبرا أن ذلك لن يشكل أي تهديد للركائز الدينية للمجتمع المغربي، وذلك لعدم قدرتها على الإنتشار الواسع في بيئة يغلب عليها حب أل البيت. واعتبر منظور، في تصريحات لصحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، أن التشيع لا يمكن له أن ينتشر ويتوسع أكثر في البيئة المغربية لطبيعة تدين الشعب المغربي المعروف بحبه لآل البيت، ثم لوجود حركات إسلامية نشيطة في أوساط الشباب ذات مشروع تجديدي في فقه الدين. وإعتبر الشعيري منظور، أن الخروج العلني لممثلي تيار "الخط الرسالي" بصفته ذراعا حركيا لأتباع العالم الشيعي اللبناني الراحل حسين فضل الله بالمغرب، والذي يقوده المحامي الطنجاوي عصام احميدان، ما هو إلا تجسيد للذكاء القانوني الذي يتمتع به أصحاب هذا التيار، حيث أن المراد منه هو "إثبات الذات" و"صناعة حدث إعلامي" بغية تجاوز حالة الإحباط التي أصابتهم جراء المنع المتكرر لوزارة الداخلية لحقهم في الوجود القانوني، والذي كان آخره منعهم من تأسيس جمعية تحت إسم "التقدميون الرساليون" في أكتوبر 2013. وشدد الباحث في الشأن الديني، على التقليل من أهمية هذا الموضوع، بإعتباره أمرا عاديا لا يرقى لمستوى الضجة التي أحدثها على المستوى الوطني، وذلك لكون هذا الظهور يدخل في إطار تسجيل مؤسسة بحثية في المحكمة التجارية، وهو عمل إداري عادي تقوم به كتابة الضبط بالمحكمة بناء على القواعد المسطرية الجاري بها العمل في هذا المجال. ورفض منظور ربط منح الترخيص لإنشاء هذه المؤسسة بإعتراف الدولة ب "بشيعة طنجة"، حيث أكد أن الأمر يعتبر تضخيما إعلاميا لا علاقة له بمعطيات الحالة الشيعية بمدينة طنجة، والتي يجب توصيفها ب"حالة التشيع"، مادام أن الوجود الشيعي بمعناه العقدي و"الطقوسي" لم يتشكل في المغرب كحالة طائفية واجتماعية عادية، مضيفا أن هذا التيار يعبر عن حالة ثقافية نخبوية في وسط متشيعي طنجة الذين فيهم فئات أخرى من أتباع ياسر الحبيب المعبرين عن أنفسهم في موقع الإلكتروني الموسوم ب " هيئة الإمام الشيرازي". أما بخصوص رد فعل باقي مكونات المجتمع حول هذا الموضوع، فأكد منظور أنه لا يمكن الحديث عن إمكانية حدوث توتر بين السلفيين وبين الشيعة في الشمال وفي طنجة، لأن الحالة الشيعية في طنجة والمغرب عموما تبقى معزولة، وقضية أفراد تبنوا توجها مذهبيا إسلاميا، ولا يقومون بالاستفزاز العلني لعقيدة معظم المغاربة في احترام الصحابة والترضي عليهم. وكان المحامي عصام أحميدان، قد أعلن مؤخرا عن تحديده لتاريخ 21 فبراير الجاري، كموعد للإعلان الرسمي عن إطلاق مؤسسة تحمل اسم "الخط الرسالي"، وهي نفس تسمية تيار فكري ينشط أعضاؤه في الديار البلجيكية، ويضم بين صفوفه عددا كبيرا من المواطنين المغاربة، جلهم من الأعضاء المؤسسين. ويُعرف عصام أحميدان، في حوار سابق مع صحيفة عراقية، تيار الخط الرسالي بأنه "بمثابة نواةٍ لتيار ثقافي إسلامي مغربي، يؤمن بالحوار والتعايش مع الآخر، ملخصا أهدافهم في ثلاثة مستويات هي التنوير التغيير والتحرير".، حيث أكد أنه "على مستوى التنوير، فسترفع المؤسسة شعار "مواجهة التخلف والتطرف"، وعلى مستوى التغيير، سترفع شعار "مواجهة الفساد والاستبداد"، أما على مستوى التحرير، فستنادي ب "استكمال الوحدة الترابيّة وتعزيز استقلالية القرار الوطني".