بحضور الكاتب العام لولاية طنجةتطوان وعدد من الشخصيات -قيل أن من بينهم مستشار الملك محمد السادس- نظمت السلطات الرسمية، كالعادة، وقفة رسمية بالمكان المسمى "كدية السلطان" بأصيلة لتخليد الذكرى 64 لوقفة الملك محمد الخامس بأصيلة، غير أن احتفال هذه السنة مر في أجواء غير طبيعية، حيث اخترقت شعارات أعضاء جمعية نضال لحملة الشواهد العليا المعطلين بأصيلة الفضاء وهم يحتجون بقوة على الوضعية المزرية التي توجد عليها مدينتهم المهمشة، وهم يرددون :"أصيلة مدينة مقصية، لا تشغيل لا تنمية" "ولادكوم خدمتوهوم ولاد الشعب قصيتوهوم" وغيرها من الشعارات التي كانت تملأ جنبات المكان، ولم تفلح محاولات بعض المسؤولين إقناع المحتجين بالسكوت للاستماع إلى الكلمات الرسمية، وبقي صوت الأطر المعطلة سيد المكان والموقف، لأول مرة في تاريخ مدينة أصيلة مما يؤشر على أن الأمور بدأت تأخذ منحى تصعيديا خطيرا. وبعد الانتهاء الشكلي من المراسيم، غادر المسؤولون المكان وهم محاصرون تماما بالأطر المعطلة والشعارات تعلوا المكان، ومن بينها "التشغيل أو الرحيل" "الإدماج أو ديكاج" " و فين هو بنعيسى " ولولا تعقل بعض المنظمين للوقفة الاحتجاجية واستجابة الأطر المعطلة لصوت العقل، وتفضيلهم التصعيد التدريجي ، لحدث ما لا تحمد عقباه، حيث علت أصوات هستيرية تطالب بقطع الطريق نهائيا أمام المسؤولين، والارتماء تحت عجلات سياراتهم. واكتفوا بقطع الطريق مؤقتا وهم عائدون في مسيرة غاضبة إلى منازلهم، مما أحرج السلطات الأمنية وأربك حركة السير لمدة نصف ساعة. متوعدين بقطع الطريق نهائيا في المستقبل.
انصرف "المسؤولون الكبار" إذن (ولا كبير اليوم إلا صوت الشعب) وهو يحملون شيئا واحدا في آذانهم وأعينهم أن أصيلة لم تعد من تلك المدينة الهادئة الجميلة، كما يحب البعض أن يصفها، وأنها ستصرخ بكل قوة حتى يزول عنها هذا الحصار الظالم الذي جعل ثلة من أبنائها يعيشون ظروفا مزرية، بدون كرامة، بدون أفق، وهو ما لا يمكن قبوله في ظل تعنت رئيس المجلس البلدي، وهروبه من الحوار مع المجموعة، رئيس عمر لأكثر من ثلاثين عام، وقاد أصيلة نحو الفقر والتهميش بكل جدارة، فآن الأوان له أن يرحل.