– عصام الأحمدي: لا يبدو أن الاحتجاجات التي خاضها سكان إقليم فحص أنجرة على "سياسة" الإقصاء والتهميش"، خلال الأيام الماضية، ستكون الأخيرة، بل يبدو أن هناك خطوات أكثر تصعيدا يعتزم المشتكون من هذه السياسة، خوضها، حسب ما اعلنت عن ذلك تنسيقية تم تأسيسها تحت لواء "تنسيقية معطلي وعاطلي فحص أنجرة". وحسب البيان التأسيسي للتنسيقية الجديدة، فإن تشكيل هذا الإطار يأتي "نتيجة للسياسات اللاواقعية والفاشلة المتبعة من طرف الجهات المعنية في مجال التشغيل ... وردا على سياسة التهميش والإقصاء الممنهجة ضد المعطلين والعاطلين بإقليم فحص أنجرة". ويقدم البيان الذي وصل صحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، نسخة منه، التنسيقية بأنها إطار نضالي يوحد صفوف مجموعة من المعطلين، ويرفع ملفهم المطلبي المشروع إلى كل المسؤولين المعنيين، وذلك من خلال خوض كافة الاشكال النضالية النوعية والمميزة الهدف منها إيجاد حلول فعالة لمعظلة البطالة بالإقليم، عبر حوار جاد ومثمر ومسؤول، حسب تعبير الوثيقة التي أكدت رفض سياسة التهميش والإقصاء الممنهج لأبناء هذا الإقليم، الذين انتزعت منهم أراضيهم لصالح المشاريع الضخمة بالمنطقة. كما أكد المصدر على "الرغبة الجامحة للتنسيقية في النضال والدفاع عن مطالبها العادلة والمشروعة، وعزمها القوي عن انتزاع حقها في تأهيل اليد العاملة وإدماجها في المشاريع التنموية بالمنطقة، والتصدي لكل أشكال المحسوبية والزبونية التي تعرفها عملية ولوج عالم الشغل بميناء طنجة المتوسط". ودعت التنسيقية إلى توحيد المعارك النضالية من أجل رفع تهميش المعطلين والعاطلين، مستنكرة بشدة الواقع المتردي الذي يشهده الإقليم، المتسم بالحرمان والإهمال والإقصاء، مشددة على تشبثها بحث معطليها في الإدماج داخل كافة الشركات المحلية بالإقليم. ويعيش سكان إقليم فحص أنجرة، حالة بؤس اقتصادي واجتماعي كبير، بالرغم من المشاريع الضخمة العملاقة التي تحتضنها منطقتهم، خاصة المركب المينائي طنجة المتوسط ومصنع "رونو"، وهو ما يعتبر نموذج تناقض صارخ في هذه المنطقة التي توصف بأنها قاطرة المغرب للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ويشكل استقطاب اليد العاملة من مدن بعيدة عن الإقليم، للاستفادة من مناصب الشغل التي توفرها هذه المشاريع الضخمة، مقابل تهميش أبناء الإقليم، مبعث سخط عارم للسكان المحليين، الذين يقولون إن انتزاع أراضيهم منهم باسم المصلحة العامة، لم يشفع لأبنائهم في حق الإدماج في هذه المشاريع الكبرى، التي غيرت وجه المنطقة بالنسبة للمؤسسات الاقتصادية، بينما استفحلت حالة البؤس الاجتماعي فيها. وكانت النقطة التي أفاضت الكأس مؤخرا، هو فتح باب التأهيل المهني لولوج مناصب الشغل في الشطر الثاني لميناء طنجة المتوسط، الذي سينطلق العمل فيه خلال الشهور المقبلة، أمام متدربين من مدن الدارالبيضاء والرباط ومدن أخرى، بينما وجد شباب المنطقة أنفسهم محرومين من حقهم في الإدماج.