- عصام الأحمدي: ينتظر أن تنطلق خلال الأيام المقبلة، أشغال ترميم السور التاريخي "باب البحر"، الكائن بحي القصبة في المدينة العتيقة لطنجة، بعد أن صدور مقرر ولائي بالشروع في أشغال ترميم هذا السور الذي يشكل معلمة أثرية متداعية للسقوط. وأفادت مصادر مطلعة، أن لجنة مختلطة قد باشرت عملية معاينة سور "باب البحر" الأثري، الأضرار المكشوفة التي استمرت في تزايد منذ سنوات لكونها ترتبط بالوضع المتهالك لسور المدينة من جهة، وكذلك هشاشة البنيات العمرانية للمدينة القديمة الناتجة عن غياب مراقبة الأنشطة العمرانية وانعدام الصيانة والترميم. وأضافت المصادر عينها، أن اللجنة الولائية، خلصت على جملة توصيات للحد من تفاقم الحالة الكارثية التي تعاني منها أسوار المدينة العتيقة، من بينها منع مرور العربات والسيارات إلى محيط حي القصبة للحد من التأثيرات السلبية على المباني، عبر الممر المؤدي إلى هناك، باعتباره ممرا غير آمن بفعل التشققات والتصدعات التي يعرفها. وتجدر الإشارة إلى أن الطريق المؤدي إلى حي القصبة، والذي تمر به العشرات من وسائل المواصلات المختلفة بما فيها الشاحنات المحملة بمواد البناء يشكل أكبر خطرعلى بنية المباني بالمنطقة التي أصبحت مرشحة لكي تشهد تحولا خطيرا . ويبرز ذلك في كثرة التشققات التي بدأت تبرز بكيفية تدريجية وبطيئة على طول هذا الطريق. ويعيش سور "باب البحر"، حالة كارثية، من الإهمال الذي ينذر بانهياره في أي وقت، خاصة مع ظهور تصدعات وتشققات بسبب انجراف التربة، وهو ما أدى إلى ميلانه بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وذلك بالنظر إلى غياب تنفيذ المخططات المتعلقة بإعادة تأهيل المدينة العتيقة. وفوق ذلك فقد بات هذا المكان الذي ما يزال شاهدا على فترات مجيدة من تاريخ مدينة البوغاز، مصدر قلق أمني لسكان المنطقة المجاورة، بعدما تحول إلى وكر للمنحرفين ومكانا لممارسة كافة أشكال الرذيلة التي أصبحت من مألوف الحياة اليومية في هذا المكان لا سيما في فترات الليل. ويطالب سكان المنطقة من السلطات المحلية القيام بحملة تطهير للحي من الدخلاء الذين اتخذوا بعض بقايا البنايات المهدمة والمهجورة ملاجئ حولوها إلى أوكار للفساد، وكذا بهدف استعادة الوجه الطبيعي والتاريخي لها، وإنقاذ ما تبقى فيه من معالم أثرية وتاريخية.