يتساءل سكان حي القصبة والأحياء المجاورة عن استمرار الإهمال الذي طال منذ سنوات طويلة بنايات وأسوار المدينة العتيقة التي تصنف ضمن المآثر التاريخية لمدينة طنجة، وذلك بالرغم من مرور سنتين على انطلاق برنامج لتأهيل المدينة القديمة بكلفة 130 مليون درهم، وهو المبلغ الذي من المقرر أن يخصص جزء منه بقيمة 20 مليون لترميم الأسوار المهددة بالانهيار في حالة استمرار الإهمال. وتوجد أسوار المدينة العتيقة في حالة توصف بأنها "سيئة للغاية"، حيث يعاني سور "باب البحر"، الذي يعتبر أحد أبرز أسوار المدينة من الإهمال الذي ينذر بانهياره في أي وقت، خاصة مع ظهور تصدعات وتشققات بسبب انجراف التربة، وهو ما أدى إلى ميلانه بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وذلك بالنظر إلى غياب تنفيذ المخططات المتعلقة بإعادة تأهيل المدينة العتيقة.
وفوق ذلك فقد بات هذا المكان الذي ما يزال شاهدا على فترات مجيدة من تاريخ مدينة البوغاز، مصدر قلق أمني لسكان المنطقة المجاورة، بعدما تحول إلى وكر للمنحرفين ومكانا لممارسة كافة أشكال الرذيلة التي أصبحت من مألوف الحياة اليومية في هذا المكان لا سيما في فترات الليل.
ويطالب سكان المنطقة من السلطات المحلية القيام بحملة تطهير للحي من الدخلاء الذين اتخذوا بعض بقايا البنايات المهدمة والمهجورة ملاجئ حولوها إلى أوكار للفساد، وكذا بهدف استعادة الوجه الطبيعي والتاريخي لها، وإنقاذ ما تبقى فيه من معالم أثرية وتاريخية.