رغم إطلاق وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية منذ مدة لبرنامج تأهيل أئمة المساجد فإن كثيرا من الأئمة لم يستوعبوا بعد الأهداف التي من أجلها وضعت أسس ومبادئ هذا البرنامج، لدرجة أن اللقاءات النصف شهرية التي تقام في مساجد المملكة يذهب عملها سدى، فالأئمة يجتمعون فيها لتدارس بعض قضايا الدين ويؤسسون لمنهجيات عملهم وسننه، وتشمل محاور ثلاثة: العقيدة والعبادات، والسنة النبوية. وتتناول هذه المحاور مواضيع مختلفة تسعى لتأهيل الحقل الديني بالمملكة المغربية، ذي المرجية الدينية المنطلقة من العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي. ورغم تكلفة المطبوعات التي توزع على الأئمة بشكل نصف شهري ( لقاءان في الشهر)، والمبالغ التي تقدم للأئمة تعويضا على التنقل من مقرات عملهم إلى أماكن عقد اللقاءات، ورغم الجهود الأخرى التي تبذلها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والهياكل التابعة لها من مندوبيات جهوية وإقليمية، فالعديد من الأئمة باقون خارج دائرة التأهيل بغياب مراقبين يتتبعون تطبيق مضامين تلك الدروس والمواضيع التي يتدارسونها من أجل توحيد المرجعية الدينية التي دأب عليها المغرب منذ فجر الإسلام. ومن بين السلوكات التي تعتبر بعض الأئمة خارج دائرة التأهيل ما يلاحظ في أداء الصلوات الخمس بتسليمتين في التشهد الأخير، واللحن في الأذان والإقامة وعدم احترام قواعدهما، ومنع بعض الأئمة الخطباء للمصلين من تلاوة القرآن قبل صلاة الجمعة بدعوى البدعة والمحدثات، بالإضافة إلى تطفل بعض بادئي الرأي من غير الأئمة ليؤموا الناس في الصلوات الخمس وصلاة الجمعة والتراويح ويكفي أن نستدل ببعض ما يجري في مساجد ودواوير بإقليم تنغير، دون علم مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية أودون أن تجرؤ على تنبيه هؤلاء الذين يتطفلون على الحقل الديني، وربما تجدهم محسوبين على قطاعات لا علاقة لها بالشأن الديني ( الداخلية، التعليم ,,,)، وهناك من ينصب نفسه إماما على مواطنين من قبيلته فيؤمهم في دور مهيأة لأداء صلاة العشاء والتراويح، ولن يتأتى التصدي لهذه السلوكات الجانحة طبعا إلا بتنصيب مراقبين تابعين للمندوبيات يكونون على بينة من أمور الدين ويصاحبون الأئمة والخطباء في أداء رسالتهم داخل الأمة، وهو أمر أصبح ضروريا لإرشادهم وتوجيههم في عملهم من أجل جعل الحقل الديني موحدا تحت راية واحدة مرجعيتها المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية. .