لقد اثار مهرجان الورود بقلعة امكونة في دورته الواحدة والخمسين ردود فعل شعبية محلية وزائرة مناهضة وثائرة على الشكل والمضمون والطريقة ، وهم يتساءلون عن اية علاقة مابين برامج المهرجان والشعار المرفوع :تعبئة الجميع من اجل بناء مشروع تنموي محلي و الذي نظم ايام 9-10-11 مايو 2013 فعلى ارض الواقع وعلى موعد الرحيل ،تبقى المقاربة الامنية ومطاردة التجار المتجولين- وإمطارهم بأبشع النعوت ناهيك عن السب والشتم - هي سيدة الموقف والصورة القاتمة على سكون المدينة وضجيجها المؤقت ،مما جعل اغلبيتهم يغادرون وفي قلوبهم ندامة المجيء وتكبد مشاق السفر ، منذ اصطدامهم في اليومين الثاني والثالث من اسبوع المهرجان بمتاريس حديدية وأمنية احكمت اغلاق كل مداخل المدينة كأن الامر يعني حالة الطوارئ ، ناهيك عن منعهم ولوج الانشطة المبرمجة ، وقد صرح زائر من مراكش بحرقة شديدة قائلا : كان الموسم في نسخه السابقة لصيقا بالطبقات الشعبية في برامجه وأنشطته الاقتصادية و الاجتماعية بموكبها الذي يعرف بمؤهلات الاقليم بصفة عامة وبمشاركة العموم في اختيار ملكة جمال الورود … و انني احب ان اسميه * الفييشطة * كما يسميها اهل امكونة ، وفعلا كانت فيشطة كبيرة في قلوب الساكنة والسياح ، لتتحول وفق معايير البركماتية الجديدة الى : الفتنة الكبرى . منعنا دخول الخيمة لأننا لسنا من النخبة ، انه مهرجان النخبة والتكلفة …... كما تعالت صرخات التجار المحليين الذين ارغموا على الاقامة الجبرية ينتظرون الزائر الذي يأتي ولن يأتي نظرا لعدم قدرته على المشي لمسافات كبيرة لدخول وسط المدينة من جهة واخرى عدم طمأنينته عن امن سيارته ، مما جعل اغلبية السياح يتيهون في دوامة فقدان الاتجاه المؤدي الى وسط المدينة و الى الفنادق والماوي المرحلية في ايت واسيف وبوتغرار في اتجاه اغيل نمكون مما فوت الفرصة على السائح والمستثمر على السواء و ضيع فرص المساهمة في تنمية المؤهلات السياحية بالمنطقة ، وقد لخص احد التجار هذا الحرمان من البيع والاستقبال بقوله : في امثال هذه المناسبات تصفى الحسابات السياسية والانتخابية وتتاح الفرص للمنزلقات القيمية والأخلاقية والاغتناء اللامشروع بإبداعات غريبة من قبيل الفروسية / الفنتازية هي بطبيعة الحال فنتازية العقول حسب التعبير المحلي ولكن كيفما كان الحال الارزاق بيد الله . وتحقيقا لما سمعته لاحظت ان باب خيمة المعرض لا يلجه الا حاملي الشارة من عارضين ومنظمين ولجان مختلفة والوفد الرسمي ، الذي يظهر ويغيب في اتجاهات غير معلنة في ملصقات المهرجان وبطائق برامجه ، ليتبين ان العشوائية هي سيدة الموقف لان الاتجاه غالبا ما يكون قصر قيصر او محطة طوطال بدوار تزاخت محطة مهرجان النخبة والبلاط حيث اقيمت سهرات ومأدوبات وولائم اصحاب المعالي والنفود والتي تستمر الى الساعات الاولى من اليوم الجديد ،مع تسجيل سقوط شخص في المسبح في ساعة متأخرة من الليل ، ليلة اختيار ملكة الجمال … وما خفي اعظم … ومصادر التمويل مجهولة لحد الآن اهي ادارة المهرجان واقصد بها المنظم ام لجان المهرجان التي لا تملك قوة الامر بالصرف ، وفي هذا الاطار استحضرني ما صرح به احد اعضاء اللجنة الرياضية و التي لا يتواجد بها أي استاذ خاص بالتربية البدنية بقوله : اقتراحاتنا لم تؤخذ بعين الاعتبار ولم يتم الاستئناس بها بل ما وقع هو العكس فأصبحت اللجنة لعبة في يد ادارة المهرجان التي تقرر بانفرادية في كل شيء وخاصة في التقليص من عدد المستحقين وخاصة العدائين المحليين من 5 الى 3 واقرار ثلاثة آلاف درهم فقط لجوائزهم مقابل عشرة آلاف للوطنيين اصدقاء نزهة بيدوان ، ناهيك عن الارتباك الحاصل في طريقة تقديم الجوائز الرياضية بحيث تم التراجع عن الموعد المحدد والكيفية كذلك في اخر لحظة مما حرم تواجد كل الفائزين من حضور البرتوكول . وعن اغلبية المشاريع فتبقى صورة طبق الاصل لمشاريع تكاد تكون وهمية ، او مغلفة بالمحلية كما هو الشأن بالمشروع الموجه للأطفال ، فمن خلال حامله فهو على اوراق المهرجان يبقى لجمعية محلية ولكن تذاكر الدخول خاصة بجمعية من زاكورة …واخرى شبه علمية تدمر من خلالها الحاضرون باصطدامهم بوصلة اشهارية لمشاريع اقتصادية تروج لبضاعتها على حساب المهرجان وعلى نفسية المتتبعين الذين اسمعوا من الالفاظ الساقطة والعبارات الاستفزازية ما اتخم عقولهم ،مع رفض الساهرين على الندوة الاجابة عن اسئلة كثيرة ستظل عالقة ليجيب عنها تاريخ المنطقة في المستقبل القريب . وقد حدثني كاتب هاو عن ما اقدمت عليه اللجان في برمجة طبع عشر كتب لكتاب محليين بمعدل 500 كتاب لكل واحد منهم مجانا ، وكل كتاب يحمل على ظهره 25درهم او اكثر المبلغ المخصص للبيع أي ما يناهز 125الف درهم ، مما يكون معه ان المبلغ الاجمالي هبة ستلج جيوب المؤلفين ، بحيث اصبح هذا النشاط عالة على هامش المهرجان مادام لم تستفد منه رفوف مكتبات وخزانات المؤسسات التعليمية ودوور الثقافة والشباب والجمعيات الثقافية المحلية …وكثيرة هي الانشطة التي من الواجب ان تدق ابواب المؤسسات التعليمية حتى تلامس الاهداف الناشئة والطفولة المحلية رهان قاطرة التنمية بعيدا عن الروتوشات والمساحيق على وجه العانس الهرم ، والتي لن تغير من حال واقعها سوى الضحك على الذقون والتبجح بالتنمية المحلية ، رحل المهرجان ورحلت معه كل آليات و معدات المنظم وتقنياته ولم يبق لمكونة وساكنتها أي اثر يذكر سوى يا ورد من يشتريك ؟ . اما فيما يخص الندوة الصحفية التي عرفت بدورها ارتباكا على مستوى التنظيم – غياب آليات الصوت – وعدم احترام الوقت ، وعدم فسح المجال للصحافيين طرح اسئلتهم واستفساراتهم حول مجموعة من الاختلالات المرصودة على جميع الاصعدة بدءا بإبعاد مقر الاقامة ببومالن دادس وحرمانهم حضور اشغال الندوات ومصادر الخبر، لتجد الاسئلة كلها بابا موصدا امام عجز السيد مدير المهرجان الاجابة عنها بنوع من التركيز والوضوح والشفافية ، مما حداه في غالبية الاحيان يراوغ بعدم معرفته بكل الجزئيات التي هي من اختصاصات اللجان ، وعن جوابه عن التكلفة الاجمالية للمهرجان وكذلك تغييب حضور الاستاذ عصيد الندوة المقررة و حرمان مجموعة من الفرق الفنية المحلية وكذلك بعض المشاريع … تاه بين الحقيقة والمجاز ليعلن الازمة المالية للمهرجان والذي وقع في العجز على حد تصريحه ليخفي لعبة اعلانه امام الاعلاميين عن مبلغ :330مليون فقط في الوقت الذي صرحت فيه كل الجان ان التكلفة الاجمالية تتجاوز 680مليون وقد تقارب المليار، وكذلك نصيب نزهة بيدوان والفنانين الاخرين بالإضافة الى حيازة اليوم الخاص بالسباق على الطريق فقط ب24 مليون .تحدث عن ضعف بنية الاستقبال في قلعة امكونة واشياء اخرى ، هذا الرد الذي لم يقنع الاعلاميين ، وعن عدم توفر النقل عبر الطائرة …لتطغى الضبابية في انتظار شجاعة كل الساهرين على تنظيم هذا المهرجان في نسخته المتميزة هذه السنة والتي لاحق لها في العودة الى الخلف مع تجاوز كل اختلالات هذ ه الدورة لتعلن بشفافية ومصداقية – قبل ان تقدم الفعاليات الديمقراطية للمطالبة بالمحاسبة بدعوة المجلس الاعلى للحسابات للافتحاص – بإعلان للراي العام المحلي والوطني -على الاقل على بوابة المهرجان التي نتمنى لها الدوام – بشفافية ومصداقية مالية المهرجان في شموليتها سواء ما تعلق بمساهمات الجماعات المحلية والمجلس الاقليمي او الدعم القادم من الشركات العمومية و الشبه العمومية مع الاظرفة المسلمة لكل مشارك و فنان و حامل مشروع و كذلك المنظم والمطبعات ذون اغفال النفقات الهامشية والطوارئ بما فيها استقبال الوفد الرسمي وزيارة معالي الوزير وأسباب عدم حضور الاستاذ عصيد وكذلك اقصاء فرقة صاغرو باند في اخر اللحظات وحرمان جمهور غفير من محبيها ... لتبقى التالية عالقة بدون جواب شاف : من المستفيد الاكبر في هذا المهرجان ؟ اهي التنمية المحلية وهذا مجاملة فقط ؟ ام تنمية رصيد المنظم و المطبعة او الوافدين السفراء للحظات وجيزة في زيارة سياحية مهنية لامكونة ام هم جميعا ؟. ويبقى النقاش مفتوحا في انتظار النسخة الثانية في الموسم المقبل والتي يجب ان تضاهي تيمتار وموازين والمعرض الفلاحي لمكناس … او العودة الى صيغة الفيشطة مع فنتازيا الحمير ..