لازلت احتفظ بذكرى عجيبة من ذكريات مرحلة الانضمام للائحة مناديب عصبة سوس لكرة القدم، اوائل التسعينيات..وتلك الواقعة لازلنا نستحضرها، زميلي الانيق عبد الواحد رشيد وأنا، ونتضاحك من سذاجة تصرفنا، حين قمنا بتقمص دور لجنة التعيينات بكل عفوية، فكانت النتيجة ان وقع الزميل العمالكي السعودي يومها قرار توقيفنا معا لمدة سنة، سرعان ما سنتوصل بعدها بالاعفاء من ذلك التوقيف، لكن دون معاودة المسؤولية، لمشاغل استجدت وقتها، وجعلتنا ننصرف كلية عن الانخراط من جديد كمناديب تابعين لعصبة متماسكة وقوية كعادتها، والفضل في ذلك كله يعود لمسير كفء سنظل معتزين بمجهوذاته الى الابد، وهو الاستاذ الحسين راديف اطال الله في عمره وكان له سندا قويا من اجل ان يتجاوز متاعبه الصحية.. الحكاية اننا عينا كمناديب لمبارتين، الاولى في الدشيرة بين شبان الاولمبيك وحسنية اكادير، والثانية بايت ملول بين فرتيما ايت ملول - اذا لم تخني الذاكرة بعد حوالي 15سنة عن الحدث- والنهضة البعمرانية سيدي افني..كنت معينا للقاء الدشيرة، ورشيد عبد الواحد لمباراة ايت ملول، لكن رشيد طلب مني ان نتبادل التعيينات لكونه مرتبط بأمور لن تسمح له بالتنقل الى ايت ملول، وبكل براءة، ودون تفكير في العواقب القانونية، كانت الاستجابة.. رشيد لم يلتحق اصلا بملعب احمد فانا، وانا تعرف علي الحكم بحكم سابق معرفته برشيد - اخوه حكم والحكام يعرفون بعض الاسرار حول اصدقاءهم- وربما دون ذلك في تقريره للعصبة، علما بأنه كان ، والحق لله، وراء استفزاز الفريق البعمراني وتمديد الوقت بدل الضائع الى حين انتصار المحليين، في مباراة تميزت بكثرة احتجاجات مسير افناوي الغريب انني حظيت بمشاهدة اداءه حين كان لاعبا اوائل السبعينيات بملعب افني الذي كان مجاورا وقتها لحديقة حيوانات ضاعت مع الزمن، حيث ربوة خارج الميدان تمكننا ونحن صغار من مشاهدة مباريات الفريق المحلي، فكانت الحصيلة ان اللاعب الصلب " حسن سماراسو" سيكتب لي القدر بعد نيف وعشرين سنة من تألقه كلاعب، ان اشير الى سوء احتجاجاته واستعماله لتعابير غير سليمة في حق الحكم والعصبة ككل - التقرير ربما لايزال في ارشيف العصبة ان لم يتم اتلاف الارشيف- والنتيجة توقيف المسير المذكور شهرا حسب ما اذكر، وتوقيفي انا ورشيد معا لتبادلنا للتعيينات دون استشارة رئيس لجنة المناديب... توقيفي وتقبلته، لكن ما يؤرقني الى اليوم، هو ما دام القانون لا يخول لي ان انصب نفسي مندوبا لمباراة لم اعين لها، فلماذا تم الاخذ بحيثيات التقرير الذي انجزته؟ بأية شرعية يتم توقيف المسير اصلا مادام كل ما بني على باطل هو باطل؟؟ اننا نسترجع اليوم تلك الحكاية الطريفة، وهي مناسبة لكي احيي جميع الاخوة مناديب المباريات التابعين لعصبة سوس، على الدور الذي يضطلعون به داخل الميدان بالخصوص، فبسرعة البديهة يستطيعون تهدئة غليان مفاجىء هنا وهناك، وبشجاعة كبيرة قد يساهمون في تصحيح بعض فلتات التحكيم، وتلك كلها امور عايشنا حلوها ومرها مع مسيرين وحكام،فمن الطرائف ان الحكم السابق اومولود ذكره الله بخير، التمس مني ذات يوم ان اضع بطائق اللاعبين في جيبي دون تركها في مستودع الحكام، لأنه وحسب قوله، مسيرو الفريق المحلي شياطين، يمتلكون نسخة اضافية عن مفتاح المستودع، وقد يتسلل احدهم اليه ليختلس بطاقة او بطاقتين من اجل كسب المباراة باعتراض، كما أن حكما اضاف اكثر من 8 دقائق قبل تسجيل الهدف يلتمس منك كمندوب تدوين الهدف في الدقيقة 88 ، حتى يتشابه مع تقريره، ظلما وعدوانا، الى درجة اننا كنا نكره ان يطلع مندوب على معطيات ورقة التحكيم حتى على مستوى ارقام اللاعبين الذين تم انذارهم، فقد يقع فيها تلاعب فيما بعد، وبالتالي على المندوب ان تكون له شخصية وتجيل ذاتي شخصي لما هو مطلوب منه تضمينه في تقريره.. بقلم : محمد بلوش