توصل موقع سوس بمقال شيق بقلم الصديق حسن هرماس رئيس مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بأكادير حول الحفل التكريمي الجميل الذي نظم يوم السبت الماضي بمدينة تارودانت لفائدة العديد من الوجوه الرياضية بمنطقة سوس ، وإذ ينشر الموقع هذا المقال يتقدم بخالص الشكر للصديق حسن هرماس الذي أشرك زوار الموقع لذة قرائة هذه المساهة الطيبة : **************** "ليلة الوفاء": التفاتة إنسانية راقية من فعاليات رودانية اتجاه عدد من الوجوه الرياضية السوسية : كانت ليلة اليوم الأول من السنة الهجرية 1428 مختلفة عن باقي " أيامات الله" المتعاقبة التي طواها الزمن إلى غير رجعة... لكن الذاكرة الرودانية بصفة خاصة والذاكرة السوسية بصفة عامة كانت في هذه الليلة المباركة متوهجة بصدق مشاعر الحب والوفاء لأشخاص تفانوا في وضع البناء المرصوص لنبوغ منطقة سوس على الواجهة الرياضية ، كما نبغت على الواجهة الإقتصادية وعلى الواجهة العلمية.ألم يسبق للهرم السوسي الفذ العلامة الراحل سيدي محمد المختار السوسي أن عنون إحدى مؤلفاته المرجعية ب"سوس العالمة". المكان هو إحدى قاعات الحفلات المحاذية لأسوار تارودانت التاريخية الشامخة، والشخوص هم ثلة من اللاعبين الذين أمتعوا جمهور كرة القدم بالفرجة الرائعة إبان فترة الستينات والسبعينات، إضافة إلى نخبة من المسيرين الذين ضحوا بوقتهم ومالهم من أجل يكون للكرة السوسية صيتها الذي يتردد على ألسنة المغاربة وعلى أمواج الأثير وشاشات أجهزة التلفزيون. كان لجمعية قدماء لاعبي اتحاد تارودانت لكرة القدم الفضل في إخراج فكرة"ليلة الوفاء" إلى حيز الوجود ، هذه السنة الحميدة التي لا شك أن أعضاء الجمعية سيكتب لهم أجرها وأجر من سار على نهجها مستقبلا، كما سيكتب هذا الأجر لكل الفعاليات التي ساهمت في إنجاح هده الليلة، منهم المعروفون من أعضاء اتحاد الشبيبة الرياضية لتارودانت، والمجلس البلدي للمدينة، ومنهم جنود الخفاء الذين تسري في عروقهم محبة التربة السوسية وما أنبتته من مبدعين سواء في المجال الرياضي أو الفني أو العلمي أو العمل الإنساني أو غيره من مجالات العطاء الأخرى. البداية كانت مع التفاته إنسانية غاية في الرفعة والسمو، إنها تكريم عدد من قدماء لاعبي اتحاد تارودانت الذين أدووا مناسك الحج وعادوا لأهلهم وذويهم وأحبائهم سالمين غانمين،أسماؤهم لا زالت تتردد على لسان الجيل الكروي الذي عايشهم ، كما تلوكها اليوم ألسنة الجيل الناشئ من اللاعبين نقلا عن من سبقهم.هناك الحاج مصطفى رفيق، والحاج الحسن أوالصالح .، والحاج علي ايت الوادي ، والحاج الباغي العياشي كلها أسماء وشمت بصماتها على أرضية الملعب البلدي لكرة القدم بتارودانت خلال فترات سابقة بفنية اللعب ، وأجمل الأهداف. بعد تكريم الحجاج من قدماء لاعبي اتحاد تارودانت، جاء دور من كان ولازال لهم الفضل في ضمان الإستمرارية والتألق للكرة السوسية بفضل استماتتهم النضالية وتشبعهم بالروح الرياضية التي تسري في أفئدتهم مسرى الدم في العروق والشرايين ليعطي الجسد قوة ومناعة. لقد كان لمدينة تارودانت في "ليلة الوفاء" شرف تكريم بعض الأسماء التي خدمت كرة القدم السوسية وبوأتها مكانة القداسة، من هؤلاء وقع الإختيار من مدينة أكادير على الجنود الأشاوس السادة عبد الله أبو القاسم، وعبد الله العروجي، ولحسن الكاموس،وابو الحسن محمد بوهوش، ومن أنزا يحيى الجوامعي، ومن تيزنيت الحاج إبراهيم اللحياني، ومن أولاد تايمة حميد البهجة ، ومن إنزكان إيدر بوهيا ولحسن ليحياوي ، ومن مدينة الدشيرة البشير مصدق، ومن تارودانت القيدوم الحاج محمد الدعداع ، والحاج محمد ايت الطالب، والسيد الحسين الماخود والسيد محمد جبيلو. لكل هذه الأسماء وقف الحاضرون في "ليلة الوفاء" وقفة إجلال وتقدير، ولهؤلاء أدت فرقة الدقة الرودانية معزوفات فنية رائعة من التراث الروداني الأصيل، ولأجلهم كذلك غنى الفنان الروداني المبدع السيد مولاي الحسن بوصالحي ابن الحاج المكي بوصالحي الذي قدم خصيصا من الدارالبيضاء حيث يقيم للإسهام في إحياء هذه الليلة التكريمية التي أعطاها الفنان المسرحي الحاج إبراهيم بورار نكهة خاصة بمستملحاته"البورارية" وحكاياته التلقائية. ولم يسعف الحظ عددا من الأسماء الوازنة في المجال الرياضي على صعيد منطقة سوس للحضور في حفلة"ليلة الوفاء" إلا أنهم كانوا حاضرين في قلوب المنظمين والمدعوين عل حد سواء. في مقدمة هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر الجندي المقاتل دون كلل على الواجهة الأمامية لعصبة سوس لكرة القدم الأستاذ الحسين الرديف الذي دعا إليه الحضور بالشفاء وطول العمر ليعود إلى استئناف مهامه النضالية بحيويته المعهودة ونشاطه الدؤوب،أسماء أخرى عديدة كانت حاضرة بكل ثقلها وماضيها النضالي الكروي بين الحاضرين خلال "ليلة الوفاء" من هؤلاء اللاعب والمدرب الحاج أحمد سلوان، والمسير الحاج عبد الجبار الحرار. وخصصت "ليلة الوفاء" التفاتة خاصة لحارس اتحاد تارودانت الأسطورة خلال حقبة السيتينيات وبداية السبعينيات ميميد أبيدار الذي تم تقليده بميدالية رمزية من طرف السيد لحسن الكاموس رئيس جمعية قدماء حسنية أكادير لكرة القدم وذلك كعربون محبة وعرفان اتجاه هذا اللاعب الذي حظي بدفئ خاص من طرف اللاعبين الذين جايلوه أمثال الحاج الحسين رضوان الذي كانت الشباك ترتعد لقذفاته سواء خلال فترة لعبه في صفوف اتحاد تارودانت، أو ضمن تشكيلة حسنية أكادير، أو مع فريق اتحاد سيدي قاسم أيام مجده الكروي. لقد كانت "ليلة الوفاء" مبادرة غير مسبوقة لاستحضار التألق الرياضي لمنطقة سوس المعطاء، وما كان لهذا التألق وهذا العطاء أن يتحقق لولا نكران الذات ولولا التضحيات التي أبان عنها العديد من الأسماء التي منحت للرياضة الشيء الكثير ولم تنل إلا القليل، لمثل هؤلاء منح الحاضرون في "ليلة الوفاء" قلوبهم ليسكنوها آمنين مطمئنين ، إليهم ألف تحية وألف إجلال ... وإلى "ليلة وفاء" قادمة بحول الله وقوته. تارودانت: حسن هرماس