يعتبر حسنية أكادير فريق المفارقات في البطولة الوطنية، ففي الوقت الذي يشيد بعض المتتبعين بالعروض التي يقدمها هذا الفريق في العديد من مبارياته، يتعرض لبوابل من الانتقادات من قبل جمهوره الذي يطالب بالألقاب وليس بتقديم عروض مهما كانت روعتها. وفي الوقت الذي امتلك الفريق أقوى هجوم، امتلك أضعف دفاع في البطولة الوطنية، كما أنه يمثل ثاني أغنى جهة اقتصادية بعد الدارالبيضاء والمعروفة بأثريائها وتجارها، لكنه يشكو ضعف ميزانيته ومداخله، مقارنة مع جل الأندية الأخرى. استقرار بالقسم الأول رغم تأسيس الحسنية خلال 1946، إلا أن مقامه بالقسم الأول طيلة الخمسينات والستينات والسبعينات وحتى أوائل الثمانينات، لم يكن يتعدى ثلاث سنوات في أحسن الأحوال. وقضى حسنية أكادير أزيد من ثلاثين سنة "متنقلا" بين القسمين الأول والثاني، يقضي اليوم موسمه العشرين على التوالي بالقسم الأول، إذ لم ينزل إلى القسم الثاني مند آخر صعود له في 1996. ورغم تناوب عدة رؤساء على النادي في العشرين سنة الأخيرة، إلا أن المسير الفعلي كان هو عبد الله أبو القاسم، الذي سير الفريق من الصفوف الخلفية، إلى جانب مكوك وبيجديكن وإبراهيم الراضي، لكن بعد ذلك تولى رئاسة الفريق، ما جر عليه الكثير من الانتقادات، حتى أن كل مصائب الحسنية ربطها خصومه بشخصه. كان خصوم أبو القاسم يتهمونه بالتقشف والبحث عن لاعبين بأرخص الأثمان بدل الانتدابات الوازنة. وكان حبيب سيدينو الرئيس الحالي أحد أبرز معارضي أبو القاسم، إلى درجة استقالته من عضوية أحد المكاتب المسيرة التي ترأسها الأخير الذي ضاق بالانتقادات الكثيرة التي طالته، بل وضاقت منها حتى السلطات الإقليمية، خاصة بعد استغلال بعض المعارضين للظروف التي بزغت فيها حركة 20 فبراير، إذ تم تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الفريق، ما لم يرق السلطات الولائية التي طالبت أبو القاسم بالتنحي، غير أن الأخير استمر لسنة أخرى، ليتنازل عن الترشح للرئاسة لمعارضه سيدينو. واختار الرئيس الجديد أطرا شابة التي وعدت بالبحث عن مستشهرين ومحتضنين جدد، وإغناء خزينة الفريق تمهيدا للعب على الألقاب والبطولات، لكنها لم تتفق، سوى على إرجاع المحتضن السابق، بل فشلت في تسويق المشروع بعد مقاطعة الجمهور لمباراة استعراضية أمام اشبيلية الإسباني. وتلا ذلك انقسام في المكتب المسير بين موالين لأمين ضور، أمين المال السابق، والموالين للرئيس الحالي سيدينو، ومنذ ذلك الوقت لم يعد المكتب المسير يتحدث عن مشروعه الاقتصادي الذي أضحى في خبر كان. برنامج السكتيوي يتعثر بعد رجوع عبد الهادي السكتيوي لتدريب حسنية أكادير الذي كان أول فريق يدربه في بطولة القسم الأول في بداية مساره المهني، صرح أن برنامجه يمتد ثلاث سنوات، وهي مدة العقد الذي أبرمه مع الفريق، إذ قال إن السنة الأولى ستكون للبناء مع تفادي النزول، وفي السنة الثانية سيعمل على احتلال إحدى الرتب المؤهلة للمنافسات الخارجية، وفي السنة الثالثة سينافس من أجل اللقب. وتوفق السكتيوي في السنة الأولى، بعد أن احتل الرتبة السادسة وشبب الفريق، لكنه صرح في الموسم الماضي منذ الدورة الأولى أنه لن يستطيع الوفاء بوعده بعد سوء التحضير وإلغاء معسكر إسبانيا، وإلغاء كل المعسكرات خارج أكادير نتيجة الصراعات التي اندلعت في المكتب المسير. ومع ذلك كانت نتائج المباريات الثلاث الأولى إيجابية، بل قدم الفريق عروضا قوية خاصة خارج ميدانه، حين فاز على أندية قوية بحصص عريضة مثل فوزه في الدورة الثالثة على المغرب التطواني بأربعة أهداف لواحد، ما جعل حديث السكتيوي عن سوء التحضير غير ذي معنى. ولم يكن السكتيوي يفوت أي ندوة صحافية، خاصة تلك التي تعقب المباريات، دون تمرير خطاب مفاده أن الحسنية لا يملك الإمكانيات المالية والبشرية للمنافسة على الرتب الأولى، بل اعتبر احتلال الرتبة الثامنة مقبولا ويتناسب مع إمكانياته، لأن الفريق يتشكل في مجمله من لاعبين شباب، وآخرين تم استقطابهم من أندية الهواة. ويرى السكتيوي أن الإمكانيات المالية للحسنية لا يمكن معها تحقيق أكثر من هذه الرتبة الثامنة، معتبرا أن الألقاب"عندها ماليها"، ويقصد الأندية التي تضاعف ميزانيتها ميزانية الحسنية أربع مرات، حسب قوله، وطالب المكتب المسير بانتدابات وازنة في السنة المقبلة، مقابل المنافسة على اللقب، أو على الأقل إحدى الرتب المؤهلة للمنافسات الخارجية . عقدة الإياب صرح السكتيوي مع انطلاق مرحلة الإياب، أن الفريق سيحاول كسر قاعدته بتوقف نتائجه الإيجابية بعد الحصول على النقطة 34، ليس فقط طمعا في احتلال، الرتب المتقدمة، لكن أيضا من أجل تكميم أفواه بعض الذين يتهمون الفريق بممارسات هو بعيد عنها. فالحسنية لازمته النتائج السلبية بمجرد ضمان البقاء بالقسم الأول، ما جر عليه انتقادات كثيرة، بل إن البعض يتهمه على صفحات "فيسبوك" بممارسات مشبوهة، كثيرا ما نفاها مسيرو الفريق واستنكروها. وبدورهم ينتقد أعضاء المكتب المسير الجمهور الغائب عن المدرجات حتى في أوج النتائج الإيجابية للفريق، إذ لا يعقل يقول أحد أعضاء المكتب المسير أن يفوز الحسنية على الوداد متزعم الترتيب في ميدانه، وفي المباراة الموالية بأكادير لم يتجاوز عدد المتفرجين بعض المئات. ويقول هذا المسؤول" لو كان لنا جمهور طنجة لفزنا بالبطولة والكأس". مواهب مهاجرة أصبح حسنية أكادير من الأندية الوطنية التي تنجب لاعبين موهوبين لكن سرعان ما يغادرونها نتيجة قلة الإمكانيات وإغراءات الأندية الكبيرة . ففي السنوات الماضية، صار "منتوج" الحسنية يذهب إلى العديد من الأندية الوطنية، على غرار عمر نجدي ويوسف أكناو وياسين الرامي ومراد باتنة، إضافة إلى ياسين البساطي وعبد الحفيظ ليركي قبل عودتهما إلى الفريق هذا الموسم. وتبذل عدة أندية وسماسرة محاولات من أجل الظفر بخدمات اللاعبين الواعدين بديع أووك وكريم بركاوي، اللذين وإن تمسك بهما الفريق حاليا، فمن الصعب أن يتم ذلك بعد نهاية عقدهما بعد سنتين. أثرياء غائبون عندما وقع مكتب استغلال الموانىء عقد احتضان الرجاء في بداية التسعينات من القرن الماضي أثار ذلك غيرة مسيري الحسنية ومحبيها الذين طالبوا باحتضان فريقهم أيضا، مستندين إلى أن ثاني أكبر نسبة مداخيل هذه المؤسسة تسجلها بميناء أكادير. واستغل الحسنية أحد جموعه العامة لإقحام مدير مكتب استغلال الموانىء حينها محمد حصاد، وزير الداخلية حاليا، الذي يتحدر من تافراوت في مجلسه الإداري، لكن دون جدوى. السكتيوي: نتائجنا أقصى ما يمكن فعله المدرب لام إدارة الفريق على عدم توفير ظروف النجاح قال عبد الهادي السكتيوي، مدرب حسنية أكادير، إن ما حققه الفريق في بطولة الموسم الحالي، هو أقصى ما يمكن تحقيقه بالنظر إلى الظروف المتوفرة. وأضاف السكتيوي في تصريح نهاية الأسبوع الماضي، بعد تحقيق التأهل إلى الدور الموالي من كأس العرش على حساب الرجاء الجديدي، أن إمكانيات الفريق أظهرت محدوديتها في الموسمين السابقين، إذ اضطر إلى الاعتماد على شباب الفريق، الذين أثبتوا قدرتهم على تقديم مستويات جيدة، والرقي بالفريق في سلم ترتيب البطولة. ولام السكتيوي الظروف التي وفرها المكتب المسير بقيادة الرئيس الحبيب سيدينو إلى الفريق الأول، قائلا إن ظروف التحضير والانتدابات لم تخدم الحسنية، مبرزا أنه حقق أهدافه رفقة الفريق في الموسمين الماضيين رغم كل هذه الصعاب. وعن الموسم الجديد، شدد السكتيوي على ضرورة عقد اجتماع مع مسؤولي الفريق، من أجل وضع مخطط محكم للموسم المقبل، والذي يتطلب وضع كل الإمكانيات المادية والبشرية الضرورية لتحقيق المراد، أهمها الانتدابات والتحضيرات الجيدة قبل بداية الموسم. وأضاف السكتيوي أنه أعد لائحة للاعبين الذين سيرحلون عن الفريق، فيما تتطلب المجموعة لاعبين جددا من أجل تقوية الفريق في أفق تحسين رتبته في بطولة الموسم المقبل، والمنافسة على الرتب الأولى. وأنهى الحسنية الموسم في الرتبة الثامنة برصيد 41 نقطة، بعدما فاز في 11 مباراة وتعادل في 8، فيما انهزم في 11. * بقلم : عبد الواحد رشيد (أكادير) والعقيد درغام * المصدر : جريدة الصباح